رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ - السيد لطيف القزويني - الصفحة ٢٣٨
يبلغ الحلم، فيقال لهم ما سوى الراجعة إلى التوقيف، كما قيل للواقفة،.... الخ (1).
ان المتأمل في النص الذي أوردناه آنفا، يرى بوضوح الاضطراب الذي حصل في المرحلة الانتقالية من إمامة الرضا (ع) إلى ولده الجواد (ع).
النصوص على إمامة الجواد (ع).
روى على بن أسباط عن يحيى الصنعائي قال: دخلت على أبى الحسن الرضا (ع) وهو بمكة، و هو يقشر موزا، ويطعم أبا جعفر (ع)، فقلت له: جعلت فداك هو المولود المبارك؟ قال:
يا يحيى، هذا المولود الذي لم يولد في الاسلام مثله مولود، أعظم بركة على شيعتنا منه (2).
وروى الحاكم البيهقي قال: عن أبو الحسين بن محمد بن أبي عباد، وكان يكتب للرضا (ع) - ضمه إليه الفضل بن سهل - قال: ما كان (ع) يذكر محمدا ابنه الا بكنية، يقول: كتب إلى أبو جعفر (ع) وكنت أكتب إلى أبى جعفر (ع)، وهو صبي بالمدينة، فيخاطبه بالتعظيم، وترد كتب أبى جعفر (ع) في نهاية البلاغة والحسن، فسمعته يقول: أبو جعفر وصيي و خليفتي في أهلي من بعدي (3).
وروى ابن قولويه، عن الكليني، عن الحسين بن محمد، عن الخيراني، عن أبيه قال: كنت واقفا عند أبي الحسن الرضا (ع) بخراسان، فقال قائل: يا سيدي ان كان كون، فإلى من (4)؟
قال: إلى أبى جعفر البنى، وكأن القائل استصغر سن أبى جعفر، فقال أبو الحسن (ع):
ان الله سبحانه بعث عيسى رسولا نبيا، صاحب شريعة، مبتدئه في أصغر من السن الذي فيه أبو جعفر (5) وهذه أمثلة قليلة وما هي الا غيض من فيض على إمامة الجواد (ع) واستخلافه لأبيه (ع)، وكما قرأنا بعضا من هذه النصوص الواردة بإمامته (ع)، فلنقرأ الان إعتراف المأمون العباسي، وقاضي الدولة العباسية في ذلك العصر يحيى بن أكثم، واضطرار وجوه بنى العباس إلى التسليم للإمام الجواد (ع) بالتفوق العلمي، ولياقته للإمامة، بعد حضور مجلس المناظرة بينه (ع) وبين يحيى بن أكثم.
نقلا عن الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي.... واجتمع رأيهم على القاضي يحيى بن أكثم أن يكون هو الذي يسأله ويمتحنه وقرروا ذلك مع القاضي يحيى، ووعدوه بأشياء كثيرة متى قطعه وأخجله، ثم عادوا إلى المأمون وسألوه أن يعين لهم يوما فاجتمعوا في ذلك اليوم بين يدي أمير المؤمنين المأمون، وحضر العباسيون ومعهم القاضي يحيى بن أكثم، وحضر خواص الدولة وأعيانها من أمرائها وحجابها و

١ - الفصول المختارة من العيون والمحاسن للمفيد ط 4 ص 256.
2 - البحار للمجلسي ج 50 ص 35.
3 - عيون أخبار الرضا للصدوق ج 2 ص 240.
4 - أي إذا حدث حادث أو توفاك الله، فإلى من تنتقل الإمامة؟.
5 - البحار ج 50 ص 23 نقلا عن إعلام الورى، والارشاد.
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»