2 -]... ثم رأيت ملاكا آخر قادما من الشرق يحمل ختم الله الحي... [(1).
3 -]... أما هذا اليوم فهو يوم فتح روما، وأما السجدة فهي السجدة الوحيدة في الكتاب المقدس كله، التي قال فيها الفاتح المنتصر للذي أراد أن يسجد له عند دخوله المدينة] أي روما، حين يدخلها جيش الإمام المهدى (ع) [: لا تسجد لي، بل لله أسجد [(2).
اذن فالمنعطف التاريخي والتحول الحضاري العملاق، يحصل على يدي الامام المهدى المنتظر (عج)، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا، القائد العظيم الذي يحقق حلم الأنبياء، وينقذ الانسان من ضلالة الجاهلية المقيتة، وظلم الطواغيت المتجبرين ليعيد صياغة البناء الصالح للإنسان على أساس عقيدة التوحيد وقيم الرسالة المحمدية الأصيلة.
ويمكن لنا أن نقول أن دلائل وعلامات، أصبحت توضح أن الانطلاقة الاسلامية قد بدأت وأن التيار الإسلامي والحركة الاسلامية التي سادت أرجاء الأمصار الاسلامية لهي توطئة وتمهيد، وأرض خصبة للانقلاب الفكري والسياسي والاجتماعي الشامل، الذي يقوم على أساس الإسلام الأصيل وإقامة حكم الله في الأرض، وإن ما يشهده العالم اليوم من حالات سقوط الحصون المادية والالحادية وتهاوى عروشها: ان هو الا مؤشر بين وواضح على فشل كل هذه الأنظمة الجاهلية والمبادئ المادية الالحادية، فجاءت هذه البشارة للعاملين في سبيل الله، وبشرتهم باستخلاف الأرض حيث قال الله تعالى:.
(وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا...) (3).
(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..) (4).
(ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا..) (5).
(وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم..) (6).
والحمد لله رب العالمين، وصلواته وتحياته على رسوله الصادق الأمين، وأهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين، سيما مولانا بقية الله في أرضه، وحجته على خلقه أجمعين، وجعلنا الله من أنصاره، ومن المستشهدين بين يديه، آمين.