ليفضحهم (1).
الا أنه كف عن ذلك وتراجع، ولكنه أخذ على أثر ذلك يضيق على الطالبيين ويشدد عليهم، وولى عليهم أبا بكر بن عيسى الحائك، فأساء لهم وضيق عليهم كثيرا حتى حبسهم يوم جمعة في المسجد إلى ما قبيل صلاة الجمعة، ولم يدع لهم من الوقت الا ما يكفي للوضوء، فلما أنهوا الصلاة عاد فحبسهم في المقصورة إلى العصر، ثم عرضهم فطلب الحسن بن محمد وقد تغيب ثلاثة أيام عن الحضور أمام أبى بكر بن عيسى، وقد كان على بن الحسين ويحيى بن عبد الله قد تكفلا الحسن فلم يجده في الحاضرين، فتوجه بالقول ليحيى والحسين: لتأتيان به أو لأحبسنكما، فاشتبك معه يحيى برد عنيف وشتمه ثم نقل ابن الحائك هذا الموقف إلى العمرى، فدعا يحيى والحسين فوبخهما وتهددهما فتضاحك الحسين في وجهه، ثم جرى بينه وبين العمرى كلام، فقال يحيى للعمرى: سآتيك بالحسن بن محمد، وسأحضره ان وجدته، أو أضرب عليك بابك حتى تعلم أنى قد جئتك. فاستغرب الحسين وقال:
وكيف تحضره؟ قال يحيى: ما قصدت تسليمه إليه ولكن قصدت أن أضرب عليه بابه ومعي السيف، ان قدرت عليه قتلته، فأخبر الحسين الحسن بن محمد بالحدث وقال له: قد بلغك ما كان بيننا وبين هذا الفاسق، فامض حيث أحببت، فرفض الحسن وقال: بل أجئ الساعة حتى أضع يدي بيده، فرفض الحسين ذلك وقال للحسن: سآتيك بنفسي لعل الله يقيني من النار.
ثم دعا الحسين بنى هاشم وأتباعه ومواليه، فاجتمع ستة وعشرون رجلا من آل أبي طالب، وعشرة من الحاج، ونفر من الموالى، فلما أذن الصبح دخلوا المسجد وطلب عبد الله بن الحسن الأفطس من المؤذن أن يذكر في الاذان (حي على خير العمل)، كما كانت على عهد رسول الله (ص)، فخاف المؤذن وأذن بها، فعرف العمرى أن ثورة علوية قد أعلنت، فاضطرب وخاف المؤذن وأذن بها، فعرف العمرى أن ثورة علوية قد أعلنت، فاضطرب وخاف وفقد سيطرته على نفسه، فأخذ يطلق العبارات بلا وعى و راح يصيح، وهو في داره:
(أغلقوا البغلة الباب، وأطعموني حبتي ماء)، فذهبت هذه العبارات المعبرة عن جبنه و رعديديته عارا عليه، فسمى الناس ولده (بنى حبتي ماء)، ثم نفذ العلويون وعدهم واقتحموا - كما قرروا - دار العمرى، ولكنه هرب ونجا من أيدي الثوار.
أما الثائر الحسين بن علي فقد صلى بالناس وخطب بعد فراغه من الصلاة، ف (أتاه الناس وبايعوه على كتاب الله وسنة نبيه للرضي من آل محمد) (2).
وسيطر الحسين على المدينة وكان ذلك في عام 169 من ذي القعدة ثم خرج قاصدا