ولكن رقتهم لم تكن تدوم إلا بقدر ما يدوم الوفاق بينهم وبين جماعة المسلمين. ثم تأخذ بهم الشدة مأخذها حينما يخرجون ويمتشقون السيوف فالخلاف إذن بين الصفرية والأزارقة لا يدل على شئ ذي بال في الواقع العملي. فالصفرية كما توصف أحوالهم في القتال تحت إمرة شبيب كانوا في حقيقة الامر يمثلون النموذج التقليدي العام للخوارج وفي هذه المنطقة من نهر دجلة وجد بعد ذلك فرق كثيرة من الخوارج خرجت أحيانا للغارات والقتال (1). وكانت ألوية بعضهم بيضا والبعض الآخر سودا أو عمائم (الطبري 2 / 1624 1898).
7 - نهاية دولة الأمويين.. وازدياد قوة الخوارج:
تكاد جميع ثورات الخوارج التي نسمع بها في العصر الأموي المتأخر أن تكون قد خرجت من الموصل ومن آل بكر ففي عهد يزيد الثاني خرج شوذب (وهو بسطام - الطبي 2 / 1378 س 17) ومعه فرسان من بين شيبان ويشكر (الطبري 2 / 1378 س 12 س 15) وقد اتخذوا مركز قيادتهم في أرض جوخي فهزم أهل الكوفة وبني قيس الحرانين ولكن تغلب عليه جيش من الشام وفي أيام هشام الثاني خرج بهلول بن بشر (2) من الموصل ضد خالد القسري والي العراق وحاصر جيوشه مرتين ولكنه هزم في معركة الكحيل قرب الموصل وفي نفس الوقت تقريبا هجم الصحاري بن شبيب المشهور في ثلاثين رجلا من آل بكر في جبل (3) على أرض لخالد لكن لم يفلح وهرب عبر نهر دجيل وقتل عند مناذر وهذه الاحداث الثلاثة رواها أبو عبيدة ونقلها عنه الطبري (2 / 1348 وما يليها ص 1375 وما يليها ص 1622 وما يليها ص 1633 وما يليها.