وأفضل الأمثلة التي يحتويها نهج البلاغة في موضوعنا هو الخطبة المسماة القاصعة 1 وهو يعرض فيها الآفات التي تعرض مجتمع العراق للخطر، ويذكر النظائر التاريخية لذلك عارضا أسباب الانحطاط.
* عالج الإمام في هذه الخطبة آفة شديدة الخطورة كانت تتعاظم وتستفحل في مجتمع العراق في ذلك الحين. تلك هي آفة الصراع الداخلي الذي كان يمزق وحدة المجتمع العراقي ويشل فاعليته وينعكس بآثاره السيئة وتفاعلاته المشؤومة على سائر دولة الخلافة.
وقد كان هذا الصراع يبدو للمراقب بوجوه متنوعة:
1 - الصراع القبلي:
فقد نشطت الروح القبلية والقيم القبلية، وعادت إلى الظهور فارضة منطقها في رسم خريطة العلاقات الاجتماعية والسياسية داخل المجتمع، وكان ظهور الروح القبلية نتيجة لجملة من الأخطاء التي ارتكبت في عهد إدارة الخليفة الثالث عثمان بن عفان.
وكانت أخطاء في السياسة، وفي الإدارة، وفي التنظيم الاقتصادي، وفي التوجيه الثقافي العام.
ويبدو أن هذه الروح القبلية قد سببت تخريبا واسع النطاق داخل المجتمع العراقي، ونرجح أن معاوية بن أبي سفيان كان يستغلها للإمعان في تصديع وحدة مجتمع العراق.
ويبدا أن هذه الروح القبلية التي كان يذكيها أصحاب المصالح الخاصة