التي تكاد أن تكون رياضية - رأى الفتنة آتية بكل ظلامها، وحيلها، وتلبيسها الحق بالباطل.
ورأى بعدها انتصار حركة الردة بقيمها الجاهلية، بلبسها للإسلام (لبس الفرو مقلوبا).
ورأى بعد ذلك معاناة الأمة: فسمع بقلبه الكبير أنين المظلومين الذين تسحقهم أنيابها الوحشية، ورأى بقلبه الكبير نزيف الدماء من ضحاياها، وأحس بأعمق أعماق كرامته الإنسانية ذل الإنسان المسلم في مجتمع الردة، وبكى بحرارة ومرارة لكل ما سيصيب الناس بعده.
ورأى بعد ذلك نار الثورة تحرق كل شئ، وتهدم كل شئ، تستلهم حق الناس ومرارتهم... ولكنها ثورة تقع في أخطاء الفتنة في أحيان، وفي مهاوي الردة في أحيان، وقلما تهتدي الطريق الوسطى...
ورأى أخيرا، في البعيد البعيد... بعد طول عذاب وعناء، نور الأمل الآتي في النهاية... نور الخلاص.