بموت النبي صلى الله عليه وسلم فاستطار أمر طليحة واجتمعت إليه غطفان وهوازن وطيئ وفر ضرار ومن معه من العمال إلى المدينة وقدمت وفودهم على أبي بكر في الموادعة على ترك الزكاة فأبى من ذلك وخرج كما قدمناه إلى غطفان وأوقع بهم بذي القصة فانضموا بعد الهزيمة إلى طليحة وبنى أسد ببزاخة وكذلك فعلت طيئ وأقامت بنو عامر وهوازن ينتظرون وحمل خالد إلى طليحة ومعه عيينة بن حصن على بزاخة من مياه بنى أسد وأظهر أنه يقصد خيبر ثم ينزل إلى سلمى وأجأ فيبدأ بطيئ وكان عدى بن حاتم قد خرج معه في الجيش فقال له أنا أجمع لك قبائل طي يصحبونك إلى عدوك وسار إليهم فجاء بهم وبعث خالد عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم من الأنصار طليعة ولقيهما طليحة وأخوه فقتلاهما ومر بهما المسلمون فعظم عليهم قتلهما ثم عبى خالد كتائبه وثابت ابن قيس على الأنصار وعدي بن حاتم على طي ولقى القوم فقاتلهم وعيينة بن حصن مع طليحة في سبعمائة من غطفان واشتد المجال بينهم وطليحة في عباءة يتكذب لهم في انتظار الوحي فجاء عيينة بعد ما ضجر من القتال وقال هل جاءك أحد بعد قال لا ثم راجعه ثانية ثم ثالثة فقال جاء وقال إن لك رحى كرحاه وحديثا لا تنساه فقال عيينة يا بنى فزارة الرجل كذاب وانصرف فانهزموا وقتل من قتل وأسلم الناس طليحة فوثب على فرسه واحتقب امرأته فنجا بها إلى الشأم ونزل في كلب من قضاعة على النقع حتى أسلمت أسد وغطفان فأسلم ثم خرج معتمرا أيام عمر ولقيه بالمدينة فبايعه وبعثه في عساكر الشأم فأبلى في الفتح ولم يصب عيالات بنى أسد في واقعة بزاخة شئ لأنهم كانوا أخرجوهم في الحصون عند واسط وأسلموا خشية على ذراريهم * (خبر هوازن وسليم وبنى عامر) * كان بنو عامر ينتظرون أمر طليحة وما تصنع أسد وغطفان حتى أحيط بهم وكان قرة بن هبيرة في كعب وعلقمة بن علاثة في كلاب وكان علقمة قد ارتد بعد فتح الطائف ولما قبض النبي صلى الله عليه وسلم رجع إلى قومه وبلغ أبا بكر خبره فبعث إليه سرية مع القعقاع ابن عمرو ومن بنى تميم فأغار عليهم فأفلت وجاء بأهله وولده وقومه فأسلموا وكان قرة بن هبيرة قد لقى عمرو بن العاصي منصرفه من عمان بعد الوفاة وأضافه وقال له اتركوا الزكاة فان العرب لا تدين لكم بالإتاوة فغضب لها عمرو وأسمعه وأبلغها أبا بكر فلما أوقع خالد ببني أسد وغطفان وكانت هوازن وسليم وعامر ينتظرون أمرهم فجاؤوا إلى خالد وأسلموا وقبل منهم الاسلام الا من عدا على أحد من المسلمين أيام الردة فإنه تتبعهم فأحرق وقمط ورضخ بالحجارة ورمى من رؤس الجبال ولما فرغ من أمر بنى عامر أوثق عيينة بن حصن وقرة بن هبيرة وبعث بهما إلى أبي بكر فتجاوز لهما حقن دماءهما ثم اجتمعت قبائل
(٧١)