شمس بن عامر بن لؤي وأبى عمرو مالك بن ربيعة بن قيس بن عبد شمس فكان هؤلاء آخر من بقي بأرض الحبشة ولما قدم جعفر على النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح خيبر قبل ما بين عينيه والتزمه وقال ما أدرى بأيهما أنا أسر بفتح خيبر أم بقدوم جعفر * (فتح فدك ووادي القرى) * ولما اتصل بأهل فدك شان أهل خيبر بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه الأمان على أن يتركوا الأموال فأجابهم إلى ذلك فكانت خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فلم يقسمها ووضعها حيث أمره الله ثم انصرف عن خيبر إلى وادى القرى فافتتحها عنوة وقسمها وقتل به غلامه مدعما قال فيه لما شهد له الناس بالجنة كلا ان الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم قبل القسم لتشتعل عليه نارا ثم رحل إلى المدينة في شهر صفر * (عمرة القضاء) * وأقام صلى الله عليه وسلم بعد خيبر إلى انقضاء شوال من السنة السابعة ثم خرج في ذي القعدة لقضاء العمرة التي عاهده عليها قريش يوم الحديبية وعقد لها الصلح وخرج ملا من قريش عن مكة عداوة لله ولرسوله وكرها في لقائه فقضى عمرته وتزوج بعد احلاله بميمونة بنت الحرث من بنى هلال ابن عامر خالة ابن عباس وخالد بن الوليد وأراد أن يبنى بها وقد تمت الثلاث التي عاهده قريش على المقام بها وأوصوا إليه بالخروج وأعجلوه عن ذلك فبنى بها بسرف * (غزوة جيش الأمراء) * وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد منصرفه من عمرة القضاء إلى جمادى الأولى من السنة الثامنة ثم بعث الأمراء إلى الشام وقد كان أسلم قبل ذلك عمرو بن العاصي وخالد ابن الوليد وعثمان بن طلحة بن أبي طلحة وهم من كبراء قريش وقد كان عمرو بن العاصي مضى عن قريش إلى النجاشي يطلبه في المهاجرين الذين عنده ولقى هنا لك عمرو بن أمية الضمري وافد النبي صلى الله عليه وسلم فغضب النجاشي لما كلمه في ذلك فوفقه الله ورأى الحق فأسلم وكتم اسلامه ورجع إلى قريش ولقى خالد بن الوليد فأخبره فتفاوضا ثم هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلما وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالدا مع بعث الشأم وأمر على الجيش مولاه زيد بن حارثة نحوا من ثلاثة آلاف وقال إن أصابه قدر فالأمير جعفر بن أبي طالب فان أصابه قدر فالأمير عبد الله بن رواحة فان أصيب فليرتض المسلمون برجل من بينهم يجعلونه أميرا عليهم وشيعهم صلى الله عليه وسلم
(٤٠)