في ثلثمائة راكب من أهل مكة فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني ولم يكن قتال (ومنها) بعث عبيدة بن الحرث بن المطلب في ستين راكبا وثمانين من المهاجرين فبلغ ثنية المرار ولقى بها جمعا عظيما من قريش كان عليهم عكرمة بن أبي جهل وقيل مكرز بن حفص ابن الأخيف ولم يكن بينهم قتال وكان مع الكفار يومئذ من المسلمين المقداد بن عمرو وعتبة بن غزوان خرجا مع الكفار ليجدا السبيل إلى اللحاق بالنبي صلى الله عليه وسلم فهربا إلى المسلمين وجاءا معهم وكان بعث حمزة وعبيدة متقاربين واختلف أيهما كان قبل الا أنهما أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم (وقال) الطبري ان بعث حمزة كان قبل ودان في شوال لسبعة أشهر من الهجرة (ومنها) بعث سعد بن أبي وقاص في ثمانية رهط من المهاجرين يطلب كرز بن جابر حين أغار على سرح المدينة فبلغ المرار ورجع (ومنها) بعث عبد الله بن جحش مرجعه من بدر الأولى في شهر رجب بعثه بثمانية من المهاجرين وهم أبو حذيفة بن عتبة وعكاشة بن محصن بن أسد بن خزيمة وعتبة بن غزوان بن مازن بن منصور وسعد بن أبي وقاص وعامر بن ربيعة العنزي حليف بنى عدى وواقد بن عبد الله بن زيد مناة بن تميم وخالد بن البكير وسعد بن ليث وسهيل بن بيضا من فهر بن مالك وكتب له كتابا وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ولا يكره أحدا من أصحابه (فلما) قرأ الكتاب بعد يومين وجد فيه أن تمضى حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف وترصد بها قريشا وتعلم لنا من أخبارهم فأخبر أصحابه وقال حتى ننزل النخلة بين مكة والطائف ومن أحب الشهادة فلينهض ولا أستكره أحدا فمضوا كلهم وضل لسعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان في بعض الطريق بعير لهما كانا يعتقبانه فتخلفا في طلبه ونفر الباقون إلى نخلة فمرت بهم عير لقريش تحمل تجارة فيها عمرو بن الحضرمي وعثمان بن عبد الله بن المغيرة واخوه نوفل والحكم بن كيسان مولاهم وذلك آخر يوم من رجب فتشاور المسلمون وتحرج بعضهم الشهر الحرام ثم اتفقوا واغتنموا الفرصة فيهم فرمى واقد بن عبد الله عمرو بن الحضرمي فقتله وأسروا عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان وأفلت نوفل وقدموا بالعير والأسيرين وقد أخرجوا الخمس فعزلوه فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم فعلهم ذلك في الشهر الحرام فسقط في أيديهم ثم أنزل الله تعالى يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه الآية إلى قوله حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا فسرى عنهم وقبض النبي صلى عليه وسلم الخمس وقسم الغنيمة وقبل الفداء في الأسيرين وأسلم الحكم بن كيسان منهما ورجع سعد وعتبة سالمين إلى المدينة وهذه أول غنيمة غنمت في الاسلام وأول غنيمة خمست في الاسلام وقتل عمرو بن الحضرمي هو الذي هيج وقعة بدر الثانية
(١٨)