لؤي لقى زهير بن أبي أمية بن المغيرة وكانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب فعيره باسلامه أخواله إلى ما هم فيه فأجاب إلى نقض الصحيفة ثم مضى إلى مطعم بن عدى بن نوفل بن عبد مناف وذكر رحم هاشم والمطلب ثم إلى أبي البختري (3) بن هشام وزمعة بن الأسود فأجابوا كلهم وقاموا في نقض الصحيفة وقد بلغهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الصحيفة أكلت الأرضة كتابتها كلها حاشا أسماء الله فقاموا بأجمعهم فوجدوها كما قال فخزوا ونقض حكمها ثم أجمع أبو بكر الهجرة وخرج لذلك فلقيه ابن الدغنة فرده ثم اتصل بالمهاجرين في أرض الحبشة خبر كاذب بأن قريشا قد أسلموا فرجع إلى مكة قوم منهم عثمان بن عفان وزوجته وأبو حذيفة وامرأته وعبد الله بن عتبة بن غزوان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف ومصعب بن عمير وأخوه والمقداد بن عمرو وعبد الله بن مسعود وأبو سلمة بن عبد الأسد وامرأته أم المؤمنين وسلمة بن هشام بن المعيرة وعمار بن ياسر وبنو مظعون عبد الله وقدامة وعثمان وابنه السائب وخنيس ابن حذافة وهشام بن العاصي وعامر بن ربيعة وامرأته وعبد الله بن مخرمة من بنى عامر بن لؤي وعبد الله بن سهل بن السكران بن عمرو وسعد بن خولة وأبو عبيدة بن الجراح وسهيل بن بيضاء وعمرو بن أبي سرح فوجدوا المسلمين بمكة على ما كانوا عليه مع قريش من الصبر على أذاهم ودخلوا إلى مكة بعضهم مختفيا وبعضهم بالجوار فأقاموا إلى أن كانت الهجرة إلى المدينة بعد أن مات بعضهم بمكة ثم هلك أبو طالب وخديجة وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين فعظمت المصيبة وأقدم عليه سفهاء قريش بالإذاية والاستهزاء والقاء القاذورة في مصلاه فخرج إلى الطائف يدعوهم إلى الاسلام والنصرة والمعونة وجلس إلى عبد يا ليل بن عمر بن عمير وأخويه مسعود وحبيب وهم يومئذ سادات ثقيف واشرافهم وكلمهم فأساؤا الرد ويئس منهم فأوصاهم بالكتمان فلم يقبلوا وأغروا به سفاءهم فاتبعوه حتى الجاؤه إلى حائط عتبة وشيبة ابني ربيعة فأوى إلى ظله حتى اطمأن ثم رفع طرفه إلى السماء يدعو اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس أنت أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين أنت ربى إلى من تكلني إلى بغيض يتجهمني أو إلى عدو ملكته أمرى إن لم يكن بك على غضب فلا أبالي ولكن عافيتك أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحل على سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة الا بك (ولما) انصرف من الطائف إلى مكة بات بنخلة وقام يصلى من جوف الليل فمر به نفر من الجن وسمعوا القرآن ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة في جوار المطعم ابن عدى بعد أن عرض ذلك على غيره من رؤساء قريش فاعتذروا بما قبله منهم ثم قدم
(١٠)