تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق٢ - الصفحة ١٣
وحضر العباس بن عبد المطلب وكان على دين قومه بعد وانما توثق للنبي صلى الله عليه وسلم وكان للبراء بن معرور في تلك الليلة المقام المحمود في الاخلاص والتوثق لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أول من بايع وكانت عدة الذين بايعوا تلك الليلة ثلاثا وسبعين رجلا وامرأتين واختار منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنى عشر نقيبا يكونون على قومهم تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس وقال لهم أنتم كفلاء على قومكم ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم وأنا كفيل على قومي فمن الخزرج من أهل العقبة الأولى أسعد بن زرارة ورافع بن مالك وعبادة بن الصامت ومن غيرهم سعد بن الربيع بن عمر بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس ومالك بن مالك وثعلبة ابن كعب بن الخزرج وعبد الله بن رواحة بن امرئ القيس والبراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدى بن غنم بن كعب بن سلمة وعبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر وسعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن لودان بن عبد ود بن يزيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة وثلاثة من الأوس وهم أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وسعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك بن الأوس ورفاعة بن المنذر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس وقد قدم أبو الهيثم بن التيهان مكان رفاعة هذا والله أعلم (ولما تمت هذه البيعة) أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرجوع إلى رحالهم فرجعوا ونمى الخبر إلى قريش فغدت الجلة منهم على الأنصار في رحالهم فعاتبوهم فأنكروا ذلك وحلفوا لهم وقال لهم عبد الله بن أبي ابن سلول ما كان قومي ليتفقوا على مثل هذا وأنا لا أعلمه فانصرفوا عنه وتفرق الناس من منى وعلمت قريش صحة الخبر فخرجوا في طلبهم فأدركوا سعد بن عبادة فجاؤوا به إلى مكة يضربونه ويجرونه بشعره حتى نادى بجبير بن مطعم والحرث بن أمية وكان يجيرهما ببلده فخلصاه مما كان فيه وقد كانت قريش قبل ذلك سمعوا صائحا يصيح ليلا على جبل بنت أبي قبيس فان يسلم السعدان يصبح محمد * بمكة لا يخشى خلاف مخالف - فقال أبو سفيان السعدان سعد بكر وسعد هذيم فلما كان في الليلة القابلة سمعوه يقول أيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا * ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف - * أجيبا إلى داعى الهدى وتمنيا * على الله في الفردوس منية عارف - * فان ثواب الله للطالب الهدى * جنان من الفردوس ذات رفارف - فقال هما والله سعد بن عبادة وسعد بن معاذ (ولما فشا) الاسلام بالمدينة وطفق أهلها
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»