الحرث من بنى عبد الدار والأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى من المستهزئين وابنه زمعة وأبو البختري العاصي بن هشام والأسود بن عبد يغوث وأبو جهل بن هشام وأخوه العاصي وعمهما الوليد وابن عمهم قيس بن الفاكه بن المغيرة وزهير بن أبي أمية بن المغيرة والعاصي بن وائل السهمي وابنا عمه نبيه ومنبه وأمية وأبى ابنا خلف ابن جمح وأقاموا يستهزئون بالنبي صلى الله عليه وسلم ويتعرضون له بالاستهزاء والإذاية حتى لقد كان بعضهم ينال منه بيده وبلغ عمه حمزة يوما ان أبا جهل بن هشام تعرض له يوما بمثل ذلك وكان قوى الشكيمة فلم ينشب ان جاء إلى المسجد وأبو جهل في نادى قريش حتى وقف على رأسه وضربه وشجه وقال له تشتم محمدا وأنا على دينه وثار رجال بنى مخزوم إليه فصدهم أبو جهل وقال دعوه فانى سببت ابن أخيه سبا قبيحا ومضى حمزة على اسلامه وعلمت قريش ان جانب المسلمين قد اعتز بحمزة فكفوا بعض الشر بمكانه فيهم ثم اجتمعوا وبعثوا عمرو بن العاصي وعبد الله بن أبي ربيعة إلى النجاشي ليسلم إليهم من هاجر إلى أرضه من المسلمين فنكر النجاشي رسالتهما وردهما مقبوحين (ثم أسلم) عمر بن الخطاب وكان سبب اسلامه انه بلغه ان أخته فاطمة أسلمت مع زوجها سعيد ابن عمه زيد وان خباب بن الأرت عندهما يعلمهما القرآن فجاء إليهما منكرا وضرب أخته فشجها فلما رأت الدم قالت قد أسلمنا وتابعنا محمدا فافعل ما بدا لك وخرج إليه خباب من بعض زوايا البيت فذكره ووعظه وحضرته الإنابة فقال له اقرأ على من هذا القرآن فقرأ سورة طه وأدركته الخشية فقال له كيف تصنعون إذا أردتم الاسلام فقالوا له وأروه الطهور ثم سأل على مكان النبي صلى الله عليه وسلم فدل عليه فطرقهم في مكانهم وخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال مالك يا ابن الخطاب فقال يا رسول الله جئت مسلما ثم تشهد شهادة الحق ودعاهم إلى الصلاة عند الكعبة فخرجوا وصلوا هنا لك واعتز المسلمون باسلامه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه اللهم أعز الاسلام بأحد العمرين يعنيه أو أبا جهل ولما رأت قريش فشو الاسلام وظهوره أهمهم ذلك فاجتمعوا وتعاقدوا على بنى هاشم وبنى المطلب ألا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم وكتبوا بذلك صحيفة وضعوها في الكعبة وانحاز بنو هاشم وبنو المطلب كلهم كافرهم ومؤمنهم فصاروا في شعب بنت أبي طالب محصورين متجنبين حاشا بنت أبي لهب فإنه كان مع قريش على قومهم فبقوا كذلك ثلاث سنين لا يصل إليهم شئ ممن أراد صلتهم إلا سرا ورسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل على شأنه من الدعاء إلى الله والوحي عليه متتابع إلى أن قام في نقض الصحيفة رجال من قريش كان أحسنهم في ذلك أثرا هشام بن عمرو بن الحرث من بنى حسل بن عامر بن
(٩)