يكون أحد أعز منك فانصرفوا إلى المدينة ودعوا إلى الاسلام حتى فشا فيهم ولم تبق دار من دور الأنصار الا وفيها ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان العام القابل قدم مكة من الأنصار اثنا عشر رجلا منهم خمسة من الستة الذي ذكرناهم ما عدا جابر بن عبد الله فإنه لم يحضرها وسبعة من غيرهم وهم معاذ بن الحرث أخو عوف بن الحرث المذكور وقيل إنه ابن عفراء وذكوان بن عبد قيس بن خالدة وخالد بن مخلد بن عامر بن زريق وعبادة بن الصامت بن قيس بن اصرم بن فهد بن ثعلبة بن صرمة بن اصرم بن عمرو ابن عبادة بن عصيبة من بنى حبيب والعباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف هؤلاء عشرة من الخزرج ومن الأوس أبو الهيثم مالك بن التيهان وهو من بنى عبد الأشهل بن جشم بن الحرث بن الخزرج بن عمر ابن مالك بن أوس وعويم بن ساعدة من بنى عمرو بن عوف بن مالك من الأوس بن حارثة فبايع هؤلاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عند العقبة على بيعة النساء وذلك قبل أن يفرض الحرب على الطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أن لا يشركوا بالله شيئا ولا يسرقوا ولا يزنوا ولا يقتلوا أولادهم ولا يفتروا الكذب فلما حان انصرافهم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم ومصعب بن عمير يدعوهم إلى الاسلام ويعلم من أسلم منهم القران والشرائع فنزل بالمدينة على أسعد بن زرارة وكان مصعب يؤمهم وأسلم على يديه خلق كثير من الأنصار وكان سعد بن معاذ وأسعد بن زرارة ابنا الخالة فجاء سعد بن معاذ وأسيد بن الحضير إلى أسعد بن زرارة وكان جارا لبنى عبد الأشهل فأنكروا عليه فهداهما الله إلى الاسلام وأسلم باسلامهما جميع بنى عبد الأشهل في يوم واحد الرجال والنساء ولم تبق دار من دور الأنصار الا وفيها المسلمون رجال ونساء حاشا بنى أمية بن زيد وخطمة ووائل وواقف بطون من الأوس وكانوا في عوالي المدينة فأسلم منهم قوم سيدهم أبو قيس صيفي بن الأسلت الشاعر فوقف بهم عن الاسلام حتى كان الخندق فأسلموا كلهم * (العقبة الثانية) * ثم رجع مصعب المذكور ابن عمير إلى مكة وخرج معه إلى الموسم جماعة ممن أسلم من الأنصار للقاء النبي صلى الله عليه وسلم في جملة قوم منهم لم يسلموا بعد فوافوا مكة وواعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق ووافوا ليلة ميعادهم إلى العقبة متسللين عن رحالهم سرا ممن حضر من كفار قومهم وحضر معهم عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر وأسلم تلك الليلة فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يمنعوه ما يمنعون منه نساءهم وأبناءهم وأزرهم وان يرحل إليهم هو وأصحابه
(١٢)