فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٣٠٠
* وقد جاوز الجوزاء فيه مآذن * بأكنافها نور الجلالة محدق * * فواحدها منه الهلال سواره * وأخرى لها الجوزاء قرط معلق * * وأخرى ترى الإكليل في غسق الدجى * يزان بها منها جبين ومفرق * * إذا ما بدا قوس السحاب لناظر * فمنها له في الجو سهم مفوق * * وقد نازع النسر العنان كأنه * إلى أخويه نازع متشوق * * أحاطت به الأمواه من كل جانب * وأمثالها في أرضه تتخرق * * فمن بركة فيحاء يدعج ماؤها * ومن جدول ريان كالسهم يمرق * * وفوارة يحكي سبيكة فضة * تلألؤها أو بارقا يتألق * * فإن تنجز الأيام وعدا بقربها * فإني موفى الحظ منها موفق * * وإن أرض طوعا أرض مصر وحرها * بديلا فإني فائل الرأي أخرق * * سقاها فروى كل منفصم العرى * من الدلو دان مرعد السحب مبرق * * إذا أثقلت حملا رواعد مزنه * حسبت عشار النوق للرعد تطلق * * وإن شهرت سيفا من البرق كفها * رأيت بخديه دم المحل يهرق * * على أنه أضحى الكفيل بريها * وإن ضن غيثا ماؤها المتدفق * وكان قد وعده الشيخ شهاب الدين محمود وفخر الدين بن الجنان فأخلفا فكتب إلى الشيخ شهاب الدين محمود * مواعد الفخر والشهاب * أكذب من لامع السراب * * أحسنت بالسيدين ظنا * فكان نقبا على خراب * * كم أخلفاني فخلفاني * إذ كنت غرا على التراب * * بما تكلفت من أمور * ما كن من عادتي ودابي * * خرجت فيهن من قشوري * فأفقراني من اللباب * * راغا وزاغا وليس هذا ال * خداع من شيمة الصحاب * * لو أنصفاني بفرط شوقي * لوافياني بلا طلاب * * أو عدلا في الوداد عادا * بعد عدول إلى الصواب * * هل أمنا الصعب من ملامي * والمؤلم المر من عقابي * فأجابه شهاب الدين * أبارق لاح في صباح * أم نظم الدر في سخاب *
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»