فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٦
ومنها * قلبي وطرفي ذا يسيل دما وذا * بين الورى أنت العليم بقرحه * * وهما بحبك شاهدان وإنما * تعديل كل منهما في جرحه * * والقلب منزلك القديم فإن تجد * فيه سواك من الأنام فنحه * وقال أيضا * أواصل فيه لوعتي وهو هاجر * ويؤنسني تذكاره وهو نافر * * ويغري هواه ناظري بأدمع * يوردها ورد له وهو ناظر * * ويفتن في تيه الملاحة خاطرا * فكل خلي في هواه مخاطر * * ويزور سخطا ثاني العطف معرضا * فلا عطفه يرجى ولا الطيف زائر * * محياه زاه بالملاحة زاهر * فقلبي وطرفي فيه ساه وساهر * * يجيل على القد المهفهف معجبا * حبالة شعر كم بها صيد شاعر * * جلا طلعة كالروض دبجه الحيا * ترف بماء الحسن فيه أزاهر * * وشهر خدا بالعذار مطرزا * فما لفؤاد لم يهم فيه عاذر * * فإن صاد قلبي طرفه فهو جارح * وإن فتنت آياته فهو ساحر * * إذا كان صبري في الصبابة خاذلا * فمالي سوى دمعي على الشوق ناصر * * على أن فيض الدمع لم يرو غلة * من الوجد أذكتها العيون الفواتر * وقال أيضا * لعل سنا برق الحمى يتألق * على النأي أو طيفا لأسماء يطرق * * فلا نارها تبدو لمرتقب ولا * وعود الأماني الكواذب تصدق * * وعل الرياح الهوج تهدي لنازح * عن الشام عرفا كاللطيمة يعبق * * ديار قضينا العيش فيها منعما * وأيامنا تحنو علينا وتشفق * * سحبنا بها برد الشباب وشربنا * لذيذ كما شئنا مصفى مصفق * * مواطن فيها السهم سهمي فكلنا * نحث مطايا اللهو فيه ونعنق * * كلا جانبيه معلم متجعد * من الماء في أطلاله يتدفق * * إذا الشمس حلت متنه فهو مذهب * وإن حجبتها دوحة فهو أزرق * * وإن فرج الأوراق جادت بنورها * فرقم أجادته الأكف منمق * * أطل عليه قاسيون كأنه * غمام معلى أو لغام معلق *
(٢٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 ... » »»