فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٩
واستعفى وصمم فاحترمه الناس وأحبوه لتواضعه ودينه وعظمه تنكز نائب دمشق واعتقد فيه وحج غير مرة وتولى خطابة القدس مدة مديدة وتركها وكان مقتصدا في لباسه وأموره زار القدس فتعلل هناك ونقل إلى دمشق فمات بها في شهور سنة تسع وثلاثين وسبعمائة ودفن عند أبيه بسفح قاسيون وشيعه الخلائق وحمل على الرؤوس رحمه الله تعالى وعفا عنه ((429 - الشيخ بهاء الدين بن النحاس الحلبي)) محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي نصر الإمام العلامة حجة العرب بهاء الدين ابن النحاس الحلبي النحوي شيخ العربية بالديار المصرية ولد في سلخ جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين وستمائة بحلب وتوفي سنة ثمان وتسعين وستمائة بالقاهرة سمع ابن اللتي والموفق بن يعيش وأبا القاسم بن رواحة وابن خليل وقرأ القرآن على أبي عبد الله الفاسي وأخذ عن جمال الدين ابن عمرون ودخل مصر لما خربت حلب وأخذ عن بقايا شيوخها ثم جلس للإفادة وتخرج به جماعة من الأئمة وكان من أذكياء بني آدم وله خبرة بالمنطق وإقليدس مشهورا بالدين والصدق والعدالة مع اطراح الكلفة يمشي في الليل بين القصرين بقميص وطاقية على رأسه فقط وكان حسن الأخلاق فيه ظرف النجاة وانبساطهم وكان له صورة كبيرة في صدور الناس معروفا بحل المشكلات واقتنى كتبا نيفسة ولم يتزوج قط وكانت له أوراد من العبادة قال قطب الدين عبد الكريم كان كثير التلامذة كثير الذكر كثير الصلاة ثقة حجة يسعى في مصالح الناس وكان لا يدخر شيئا وكان عنده من أصحابه ومن الطلبة من يأكل على مائدته وكان لا يكلم أحدا في حل النحو إلا بلغة العوام لا يراعى الإعراب
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»