فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٣٠٢
((433 - قطب الدين القسطلاني)) محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن ميمون الإمام الزاهر قطب الدين القسطلاني التوزري الأصل المصري ثم المكي ابن الشيخ الزاهر أبي العباس ولد بمصر سنة أربع عشرة وستمائة ونشأ بمكة وسمع من ابن البناء والسهروردي وابن الزبيدي وجماعة وقرأ العلم ودرس وأفتى ورحل في طلب الحديث وسمع ببغداد ومصر والشام والموصل وكان شيخا عالما زاهدا عابدا كريم النفس كثير الإيثار حسن الأخلاق قليل المثال طلب من مكة إلى القاهرة وولي مشيخة دار الحديث بالدار الكاملية إلى أن مات وله شعر مليح وروى عنه الدمياطي والمزي والبرزالي وخلق كثير وكان يتوجه إلى أبي الهول الذي عند أهرام مصر وهو رأس الصنم الذي هناك ويعلو رأسه ويضربه باللالكة ويقول يا أبا الهول افعل كذا افعل كذا لأن جماعة من أهل مصر يزعمون أن الشمس إذا كانت في الحمل وتوجه أحدهم إلى أبي الهول وبخر بشكاعي وباذاورد ووقف عليه وقال ثلاثا وثلاثين مرة كلمات يحفظونها وقال معها يا أبا الهول افعل كذا فزعموا أن ذلك يتفق وقوعه وكان الشيخ قطب الدين يفعل ذلك إهانة لأبي الهول وعكسا لذلك المقصد الفاسد لأن تلك الكلمات ربما تكون تعظيما له ضرورة وتوفي الشيخ قطب الدين سنة ستمائة وستوثمانين ومن شعره * إذا كان أنسي في التزامي لخلوتي * وقلبي عن كل البرية خالي * * فما ضرني من كان في الدهر قاليا * وما سرني من كان في موالي * وقال أيضا * ألا هل لهجر العامرية إقصار * فتقضى من الوجد المبرح أوطار * * عسى ما مضى من خفض عيشي في الحمى * يعود ولي فيه نجوم وأقمار *
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»