فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٥
بالقيمازية وكان ذا رأي منتقى وهو من أعيان شيوخ الأدب وفحول المتأخرين في الشعر له ديوان شعر في مجلدين وكانت وفاته سنة سبع وسبعين وستمائة بدمشق ودفن بمقابر الصوفية ورثاه الشيخ شهاب الدين محمود بقصيدة أولها * تنكر ليلى واطمأنت كواكبه * وسدت على صبحي الغداة مذاهبه * منها * بكته معاليه ولم ير قبله * كريم مضى والمكرمات نوادبه * * ولا غرو أن تبكي المعالي بشجوها * على المجد إذ أودى وهن صواحبه * * فأي إمام في الندى وفي الهدى * تماثله آدابه ومآدبه * * أظن الردى نسر السماء وأنه * علا فوقه فاستنزلته مخالبه * وهي من قصيدة طويلة مليحة ومن شعر الشيخ مجد الدين * حيث الأراكة والكثيب الأوعس * واد يهيم به الفؤاد مقدس * * يحمي بأطراف الرماح طرافه * عزا وبالبيض المواضي يحرس * * وتكاد أنفاس النسيم إذا سرت * من خيفة الغيران لا تتنفس * * وبجو ذاك الشعب أنفس مطلب * أمست تذوب أسى عليه الأنفس * * وبكل خدر منه ليث مخدر * أفغابة ذاك الحمى أم مكنس * * يا جيرة الحي المظلل بالقنا * هل ناركم بسوى الأضالع تقبس * * أضرمتموها للنزيل ودونها * غيران فتاك الحفيظة أشوس * وقال أيضا * غش المفند كامن في نصحه * فأطل وقوفك بالغوير وسفحه * * واخلع عذارك في محل ريه * برذاذ دمع العاشقين وسفحه * * وإذا سرى سحرا طليح نسيمه * مالت به سكرا ذوائب طلحه * * جهل الهوى قوم فراموا شرحه * جل الهوى وجنابه عن شرحه * * أفدي الذي يغنيه فاتر طرفه * عن سيفه وقوامه عن رمحه * * ذو وجنة شرقت بماء نعيمها * كالورد أشرقه نداه برشحه * * وكأن طرته ونور جبينه * ليل تألق فيه بارق صبحه *
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»