والسهر والتكرار مدة بالمدرسة وحفظ عدة كتب وعرضها وتميز على أقرانه وسمع في صغره من ابن اللتي وابن المقير والسخاوي وابن الصلاح وأجاز له خلق من أصبهان وبغداد ومصر والشام ولازم الاشتغال في كبره وصنف كتابا كبيرا يحتوي على عشرين علما وشرح الفصول لابن معطي ونظم علوم الحديث لابن الصلاح والفصيح لثعلب وكفاية المتحفظ وشرح من أول الملخص للقابسي خمسة عشر حديثا في مجلد قال الشيخ شمس الدين ثم انجفل إلى القاهرة فولى قضاء القاهرة والوجه البحري خاصة اقتطع له من ولاية الوجيه البهنسي وأقام البهنسي على قضاء مصر والوجه القبلي ولما مات القاضي بهاء الدين بن الزكي بدمشق نقل الخويي إليها وسمه منه المزي والبرزالي والنابلسي والختني وعلاء الدين المقدسي توفي في بستان صيف فيه بالسهم يوم الخميس خامس عشرين رمضان سنة ثلاث ونسعين وستمائة وصلى عليه بالجامع المظفري ودفن عند والده بتربته بالجبل كان يعرف من العلوم التفسير والأصولين والفقه والنحو والخلاف والمعاني والبيان والحساب والفرائض ومن شعره رحمه الله تعالى * بخفي لطفك كل سوء أتقى * فامنن بإرشادي إليه ووفق * * أحسنت في الماضي وإني واثق * بك أن تجود علي فيما قد بقي * * أنت الذي أرجو فما لي والورى * إن الذي يرجو سواك هو الشقي * وقال أيضا * أما سواك فبابه لا أطرق * حسبي كريم جوده متدفق * * ما إن يخاف بظل بابك واقف * ظمأ وبحر نداك طام مغدق * * بحبال جودك لا يزال تعلقي * ما خاب يوما من بها يتعلق * * بشرى لمن أضحى رجاؤك كنزه * وله الوثوق بأنه لا يملق *
(٣٠٤)