فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٣٠١
* أم أسطر فر جيش همي * حين تسارعن في طلابي * * لم ير من قبلها محب * كتائبا سرن في كتاب * * أرسلها سيد نداه * يهزأ بالزاخر العباب * * إلى غريبين لم يزالا * لها مدى الدهر في ارتقاب * * لم يخلفا الوعد بل أقاما * ليأخذ الجوع في التهاب * * ويستطيلا بكل ناب * كالصارم العضب غير نابي * * ويصبح الفخر وهو جاث * ينقض للأكل كالشهاب * فلما زاراه كتب إلى الأمير ناصر الدين الحراني متولي حرب دمشق * تفضل فخر الدين مثل شهابه * وزارا محل العبد وامتثلا الأمرا * * وجاءا بجمع ضامرين من الطوى * فما تركوا عندي لبابا ولا قشرا * * فأوسعتهم بالرغم مني كرامة * وإن كنت بالتحقيق ضقت بهم صدرا * * وقالوا جميعا يخلف الله قلت إن * تقبل منكم كان في السنة الأخرى * وقال أيضا * أدار عقيقا في إناء من الدر * فعاينت شمس الراح في راحة البدر * * وأبدت سماء الكأس زهر نجومها * فيا حسن يوم حف بالأنجم الزهر * * غدت كعبة الأفراح إذ طاف ناحرا * بها الهم مصقول الترائب والنحر * * غزال له من أخته البعد والسنا * وليس لها در القلائد والثغر * * أغارت على أسرار أرواح شربها * وأنقذت الأفراح من قبضة الأسر * * غرير من الأتراك زنجي خاله * كقلبي مقيم من هواه على جمر * * إذا أزور سخطا أو تلفت راضيا * أمات وأحيا بالقطوب وبالبشر * * وإن سل سيف اللحظ أو هز عطفه * فيا خجلة البيض القواضب والسمر * * تمتع بأيام الصبا واغد جامعا * لشمل صبا الأيام باللذة البكر * * فما العيش إلا وصل كأس بأختها * وجارية تسقى وساقية تجري * * وداو بحسن الظن بالله كل ما * جنيت فعفو الله يجلو دجى الوزر *
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»