فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٧
* تسافر عنه الشمس قبل غروبها * وترجف إجلالا له حين تشرق * * وتصفر من قبل الأصيل كأنها * محب من البين المشتت مشفق * * وفي النيرب المرموق للب سالب * من المنظر الزاهي وللطرف مونق * * بدائع من صنع القديم ومحدث * تألق فيه المحدث المتأنق * * رياض كوشي البرد تزهو بحسنها * جداولها والنور بالماء يشرق * * فمن نرجس يخشى فراق فريقه * ترى الدمع في أجفانه يترقرق * * ومن كل ريحان مقيم وزائر * تضاعف رياه الرياح فيعبق * * كأن قدود السرو فيه موائسا * قدود عذارى ميلها يترقرق * * إذا ما تداعت للتعانق صدها * عيون من النور المفتح ترمق * * وقصر يكل الطرف عنه كأنه * إلى النسر نسر في السماء محلق * * زها ببديع الوشى حسنا كأنما * مدبج روض في نواحيه ملصق * * وكم جدول جار يطارد جدولا * وكم جوسق عال يوازيه جوسق * * وكم بركة فيه تضاحك بركة * وكم قسطل في الماء للماء يدفق * * وكم منزل يعشى العيون كأنما * تألق فيه بارق يتألق * * وفي الربوة الشماء للقلب جاذب * وللسمع إصمات وللعين مرمق * * فهام بها الوادي ففاضت عيونه * فكل قرار منه بالدمع يملق * * تكفل من دون الجداول شربها * يزيد يصفيه لها ويصفق * * إذا أشرف الولدان من شرفاتها * رأيت بدورا في بروج تألق * * وفي بردى معنى يشوق ومنظر * يروق ومأوى للسرور ومطرق * * إذا أنت من أعلاه أشرفت ناظرا * تجيل عنان الطرف فيه وتطلق * * رأيت به بحرا من الدوح مزبدا * وغدرانه حيتانه منه ترمق * * تميل مع الأفنان فيه كأنها * نشاوى وما دار الرحيق المعتق * * وتعطف أعطاف الغصون حمامة * إذا ما تغنت والغدير يصفق * * وتجمع فيه كل حسن مفرق * وشمل الأسى عن حاضريه مفرق * * كأن رياض الغوطتين جنوده * يقسم فيها جوده ويفرق * * وبالمزة الفيحاء دام نعيمها * جنان تأنى أهلها وتأنقوا * * حدائقها من ريها ذات بهجة * بها الراح والريحان والورد محدق *
(٢٩٧)
مفاتيح البحث: الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»