فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٣
والبحتري وأضرابهما فعمد إلى الحمق وكسب بذلك أضعاف ما كسبه كل شاعر بالجد ومن قوله الصالح * لا أقول الله يظلمني * كيف أشكو غير متهم * * وإذا ما الدهر ضعضعني * لم تجدني كافر النعم * * قنعت نفسي بما ظفرت * وتناهت في العلا هممي * قال عبد العزيز بن أحمد كان أبو العبر يجلس في مجلس يجتمع إليه المجان فكان يجلس على سلم وبين يديه بالوعة فيها ماء وحمأة وقد سد مجراها وبيده قصبة طويلة وعلى رأسه خف وفي رجليه قلنسوتان ومستمليه في جوف بئر وحوله ثلاثة يدقون بالهواوين حتى تكثر الجلبة ويقل السماع ويصيح مستمليه من البئر ثم يملى عليهم فإن ضحك أحد ممن حضر قاموا فصبوا على رأسه من البالوعة إن كان وضيعا وإن كان ذا مروءة رشوا عليه بالقصبة من مائها ثم يحبس في الكنيف إلى أن ينقضي المجلس فلا يخرج منه حتى يغم درهمين ومن شعره الصالح * أيها الأمرد المولع بالهج * ر أفق ما كذا سبيل الرشاد * * فكأني بحسن وجهك قد أل * بس في عارضيك ثوب حداد * * وكأني بعاشقيك وقد أب * دلت فيهم من خلطة ببعاد * * حيث تغضي العيون عنك كما ين * قبض السمع من حديث معاد * * فاغتنم قبل أن تصير إلى كا * ن وتضحى من جملة الأضداد * وقال أيضا * رأيت من العجائب قاضيين * هما أحدوثة في الخافقين * * هما اقتسما العمى نصفين عمدا * كما اقتسما قضاء الجانبين *
(٢٩٣)
مفاتيح البحث: عبد العزيز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»