وله فيما نسب إليه من قتل أبيه * لو يعلم الناس الذي نالني * فليس لي عندهم عذر * * كان إلى الأمر في ظاهر * وليس لي في باطن أمر * قال سبط ابن الجوزي في المرآة كان المتوكل قد أراد أن ينقل العهد من ابنه المنتصر لابنه المعتز لمحبته لأمه وسام المنتصر أن ينزل عن ولاية العهد فأبى وكان يحضره ويتهدده بالقتل فأحضره ليلة وشتمه شتما قبيحا وشتم أمه فقام المنتصر وهو يقول والله لو أنها جارية لبعض سواسك لمنعت من ذكرها ولوجب عليك صيانتها فغضب المتوكل وقال للفتح بن خاقان وحق قرابتي من رسول الله لئن لم تلطمه لأقتلنك فقام الفتح ولطمه وقال المتوكل اشهدوا علي إنني قد خلعته من الخلافة فبقيت هذه الأشياء في قلبه وعمل ما عمل مما هو مذكور في ترجمته المتوكل والله أعلم ((438 - المعتز بالله)) محمد بن جعفر أمير المؤمنين المعتز بالله بن المتوكل بن المعتصم ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ولم يل الخلافة قبله أصغر منه بويع له بالخلافة عند عزل المستعين بالله وهو ابن تسع عشرة سنة وكانت خلافته ثلاث سنين وستة أشهر وأربعة عشر يوما ومات عن أربع وعشرين سنة وكان مستضعفا مع الأتراك اجتمع إليه الأتراك وقالوا له أعطنا أرزاقنا لنقتل صالح بن وصيف وكان يخافه فطلب من أمه مالا لنفقة الأتراك فأبت ولم يكن في بيوت المال شيء فاجتمعوا هم وصالح واتفقوا على خلعه وجروه برجله وضربوه بالدبابيس وأقاموه في الشمس في يوم صائف فبقي يرفع قدما ويضع أخرى وهم يلطمون وجهه ويقولون اخلع نفسك ثم احضروا القاضي ابن أبي الشوارب والشهود وخلعوه ثم أحضروا محمد بن الواثق من سامرا فسلم عليه المعتز بالخلافة وبايعه ولقبوه المهتدي ثم إنهم أخذوا
(٣٠٨)