فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٦
* فرقه الورد فاستغنى به وثنى * عطفا إليه ومن رجع الجواب أبى * * ففارقت روضها الأزهار واتخذت * نحو الرسول سبيلا وابتغت سربا * * وحين وافته نادت عند رؤيته * لمثل هذا حبيبا فلتحل حبا * * تهللت وجنات الورد من فرح * وأعين النرجس انهلت له نغبا * * سقته واستوسقت من عرفه أرجا * أذكى وأعطر أنفاسا إذا انتسبا * * وأملت لمحة من حسن قاتله * فأجفلت رهبا إذ لم تطق هربا * * أما درى حين جد الوجد أن لها * من دمعها ولها من حسنه حجبا * * وبانة الشيح جادتها سحائبها * أوفت وفاء ولفت حولها عذبا * * عرارها وخزاماها وما حملت * من البشام سقاه الغيث منسكبا * * والعاذلون لووا أكتافهم حزنا * والكاشحون ثنوا أعطافهم حربا * * لم يبق عذل ولا لوم يؤنبه * سيان إن بعد اللاحي وإن قربا * * ولم يكن قبل ذا يصغي لهم أذنا * ولا تخوف يوما أعين الرقبا * * وربما طاف شيطان السلو به * فأرسل الشوق من آماقه شهبا * * أفديه من حافظ للعهد إذ نقضوا * عهدا ومن صادق في الحب ما كذبا * * راض الصبابة واستحلى لواعجها * حتى استلان له منها الذي صعبا * * تراه منقبضا للوصل مقتضيا * طورا ومكتئبا للبين مرتقبا * * يستخبر الركب هل شط المزار بهم * والرسم أعجم أنى خاطب العربا * * بالله يا نسمات الريح هل خبر * عنهم يعيد لي العيش الذي ذهبا * * بانوا فأي فؤاد لم يذب أسفا * وأي قلب غداة البين ما وجبا * * ناديت بالسفح قلبا في ضيافتهم * لا يذكر السفح إلا حن مغتربا * * غيران تصرعه الذكرى إذا خطرت * والريح إن نسمت والدمع إن نضبا * * يرتاع للقضب إن ماست معاطفها * لينا وكان يروع السمر والقضبا * * شوقا إلى غصن بان مثمر قمرا * على كثيب نقا بالحسن منتقبا * * تضرم الماء في جنات وجنته * نارا وأضرم في أحشائنا لهبا *
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»