فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٢٤٦
قال الأصمعي رأيت بهلولا قائما ومعه خبيص فقلت له أي ش معك قال خبيث فقلت أطعمني قال هو ليس لي قلت لمن هو قال هو لحمدونة بنة الرشيد بعثته لي آكله لها وقال محمد بن أبي إسماعيل بن أبي فديك رأيت بهلولا في بعض المقابر وقد أدلى رجليه في قبر وهو يلعب بالتراب فقلت ما تصنع ههنا قال أجالس أقواما لا يؤذوني وإن غبت لا يغتابوني فقلت قد علا السعر مرة فهل تدعو الله فيكشف عن الناس فقال والله ما أبالي ولو كان حبة بدينار لله علينا أن نعبده كما أمرنا وعليه أن يرزقنا كما وعدنا ثم صفق يده وأنشأ يقول * يا من تمتع بالدنيا وزينتها * ولا تنام عن اللذات عيناه * * شغلت نفسك فيما لست تدركه * تقول لله ماذا حسن تلقاه * وقال الحسن بن سهل رأيت الصبيان يرمون بهلولا بالحصى فأدمته حصاة فقال * حسبي الله توكلت عليه * من نواصي الخلق طرا بيديه * * ليس للهارب في مهربه * أبدا من راحة إلا إليه * * رب رام لي بأحجار الأذى * لم أجد بدا من العطف عليه * فقلت له تعطف عليهم وهم يرمونك فقال اسكت لعل الله يطلع على غمى ووجعي وشدة فرح هؤلاء فيهب بعضنا لبعض وقال عبد الله بن عبد الكريم كان لبهلول صديق قبل أن يجن فلما أصيب بعقله فارقه صديقه فبينما بهلول يمشي في بعض طرقات البصرة إذا رأى صديقه فلما رآه صديقه عدل عنه فقال بهلول * أدن مني ولا تخافن غدري * ليس يخشى الخليل غدر الخليل * * إن أدنى الذي ينالك مني * ستر ما يتقي وبث الجميل * قال الفضل بن سليمان كان بهلول يأتي سليمان بنعلي فيضحك منه ساعة
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»