87 الملك الظاهر بيبرس بن عبد الله السلطان الأعظم الملك الظاهر ركن الدين أبو الفتح الصالحي قال عز الدين محمد بن علي بن إبراهيم بن شداد أخبرني الأمير بدر الدين بيبرس أن مولد الملك السلطان الظاهر بأرض القبجاق سنة خمس وعشرين وستمائة تقريب وكانت الغيارة قد أغارت على القبجاق فأسروا جماعة وكنت أنا والظاهر فيمن أسر فبيع فيمن بيع وحمل إلى سيواس فاجتمعت به في سيواس ثم افترقنا واجتمعت به في حلب بخان ابن قليج ثم افترقنا وحمل إلى القاهرة فشراه الأمير علاء الدين أيدكين البندقداري وبقي عنده فلما قبض عليه الملك الصالح نجم الدين أيوب أخذ الملك الظاهر في جملة ما استرجعه وقدمه على طائفة من الجمدارية فلما مات الصالح وملك بعده المعظم وقتل وولوا عز الدين أيبك التركماني وقتل الفارس أقطاي الجمدار ركب الظاهر والبحرية وقصدوا القلعة فلم ينالوا مقصودا فخرجوا من القاهرة مجاهرين بالعداوة للتركماني مهاجرين إلى الملك الناصر صاحب الشام وكان مع الظاهر بلبان الرشيدي وأزدمر السيفي وسنقر الرومي وسنقر الأشقر وبيسرى الشمس وقلاوون الألفي وبلبان المستعرب وغيرهم فأكرمهم الملك الناصر وأطلق للظاهر ثلاثين ألف درهم وثلاثة قطر بغال وثلاثة قطر جمال وخيلا وملبوسا وفرق في البقية الأموال والخلع وكتب إليه المعز أيبك يحذره منهم فلم يصغ إليه وعين للظاهر إقطاعا بحلب فسأله العوض عن ذلك بزرعين وجنينين فأجابه فتوجه إليهما ثم خاف الناصر فتوجه بمن معه من خوشداشيته إلى الكرك فجهز صاحبها معه عسكرا إلى مصر فخرج إليهم عسكر من مصر فكسروهم ونجا الظاهر وبيليك الخازندار إلى الكرك
(٢٥١)