وثلاثمائة وقبضوا عليه في شعبان سنة إحدى وثمانين وكانت خلافته سبع عشرة سنة وتسعة أشهر وستة أيام قال أبو علي بن شاذان رأيته رجلا مربوعا كبير الأنف أبيض أشقر وفي أنفه يقول ابن الحجاج * خليفة في وجهه روشن * خربشته قد ظلل العسكرا * * عهدي به يمشي على دجلة * وأنفه قد صعد المنبرا * وكان الطائع شديد الحيل في خلقه حدة خلعه بهاء الدولة بن عضد الدولة بإشارة الأمراء ومعونتهم وسملوا عينيه ولما جلس القادر في الخلافة أسكنه معه في زاوية من قصره رقة له وكان يحسن إليه ويحتمل غلظة كلامه ويقضي معظم ما يستقضيه من الجوائج وكلفه يوما حاجة لم يقدر عليها واعتذر إليه بأن الديلم غالبون على الأمر فلما توسط النهار وقدم الطعام أتوه بعدس مطبوخ فلمسه وقال ما هذا قالوا عدسية قال أمن هذا أكل أمير المؤمنين قالوا نعم قال إذا كان أكله وجاهه ما رأيناه أول النهار كان الأولي به أن يقعد في البطيحة ولا يتعنى ولا يتكلف مشقة الخلافة فضحك القادر وقال منعناه من راحة البصر فلا نمنعه من راحة اللسان وكان الطائع قد استعرض جارية فأعجبته وأمر بشراها فنظرت إليه ورأت عظم أنفه فقالت ما يقدم على أن يباع عندكم إلا من يوطن نفسه على المرابطة في سبيل الله فضحك الطائع وقال اشتروها فإن لم يكن عندها أدب الملوك فعندها نوادر الظرفاء وتوفي رحمه الله تعالى ليلة عيد الفطر سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وصلى عليه القادر وكبر خمسا وحمل إلى الرصافة وشيعه الأكابر ورثاه الشريف الرضا بقصيدة موجودة في ديوانه تم الجزء الأول ويليه الجزء الثاني وأوله الرافعي
(٧٠٤)