فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٢٤٢
82 ابن قوام أبو بكر بن قوام بن علي بن قوام بن منصور بن معلى البالسي أحد مشايخ الشام كان شيخا زاهدا عابدا قانتا لله عديم النظير كثير المحاسن وافر النصيب من العلم والعمل صاحب أحوال وكراما ولد بصفين سنة أربعة وثمانين وخمسمائة ونشأ ببالس وكان حسن الأخلاق لطيف الصفات وافر الآدب والعقل دائم البشر كثير التواضع شديد الحياء متمسكا بالآداب الشرعية تخرج به غير واحد من العلماء والمشايخ وتلمذ له خلق كثير وقصد بالزيارة قال كنت في بدايتي تطرقني الأحوال كثيرا فأخبر شيخي بها فينهاني عن الكلام فيها ويقول متى تكلمت في هذا ضربتك بهذا السوط ويقول لا تلتفت إلى شيء من هذه الأحوال إلى أن قال لي سيحدث لك في هذه الليلة أمر عجيب فلا تجزع فذهبت إلى أمي وكانت ضريرة فسمعت صوتا من فوق فرفعت رأسي فإذا نور كأنه سلسلة متداخل بعضه في بعض فالتف على ظهري حتى أ؛ سست ببرده في ظهري فرجعت إلى الشيخ فأخبرته فحمد الله تعالى وقبلني بين عيني وقال الآن تمت عليك النعمة يا بني أتعلم ما هذه السلسلة قلت لا قال هذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذن لي في الكلام حينئذ قال حفيده حدثني الشيخ الإمام شمس الدين الخابوري قال سألت الشيخ عن قوله تعالى * (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) * الأنبياء 98 فقد عبد عيسى وعزير فقال تفسيرها * (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون) * الأنبياء 101 فقلت له يا سيدي لا تعرف تكتب ولا تقرأ من أين لك هذا قال يا أحمد وعزة المعبود لقد سمعت الجواب فيها كما سمعت سؤالك وبعث إليه الملك الكامل على يد فخر الدين خمسة عشر ألف درهم فما قبلها وقال لا حاجة لنا بها أنفقها في جند المسلمين
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»