كتاب المنمق - محمد بن حبيب البغدادي - الصفحة ٢٨١
قال (1): وكان من حلف الفضول أن لميس (2) بن سعد البارقي (3) من الأزد قدم مكة بتجارة له فاشتراها أبي بن خلف الجمحي ثم ظلمه فيها، فاستعان عليه فلم يجد أحدا يعينه / فقيل له ائت أهل حلف الفضول، فخرج / 221 إليهم فكلمهم، فقالوا: اذهب إليه فقل له يقول لك الفضول: أسلم حقه إليه، فإن فعل وإلا فارجع إلينا فأخبرنا وأخبره أنه راجع إلينا، فخرج إليه وبلغه الرسالة، فأعطاه حقه فقال لهم في ذلك: (الطويل) - أيهضمني (4) مالي بمكة ظالما * أبي ولا قومي لدي ولا صحبي - - وناديت قومي بارقا (5) لتجيبني * وكم دون قومي من فياف ومن سهب (6) - - وتأبى (7) لكم حلف الفضول ظلامتي * بني جمح (8) والحق يؤخذ بالغصب - قال: وإنه (9) بلغني أن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس قال وهو يذكر حلف الفضول: واعجبا والله لو أن رجلا خرج من قومه ونسبه لحلف لخرجت من قومي إلى حلف الفضول، قال: وحدثت عن المليكي (10) في حديث رفعه أن رسول الله صلى الله عليه قال: " لقد حضرت في دار ابن جدعان حلفا في الجاهلية ولو دعيت إلى مثله (11) لأجبت أن ترد المظالم (12) إلى أهلها ولا

(١) يعني عبد العزيز بن عمران الزهري المعروف بابن أبي ثابت صاحب كتاب الأحلاف.
(٢) لميس كزبير.
(٣) في الأصل: الباراتي.
(٤) في الأغاني ١٦ / ٦٩: أيأخذني في بطن مكة ظالما.
(٥) في الأغاني ١٦ / ٦٩: صارخا.
(٦) في الأصل: شهب - بالشين المعجمة.
(٧) في الأصل: سيأبى، والتصحيح من الأغاني ١٦ / ٦٩.
(٨) في الأصل: حلف.
(٩) في الأصل: وإن.
(١٠) هنالك راويان مشهوران بهذه النسبة الأول عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي الجدعاني المدني، والثاني أبو الحسن علي بن زيد بن عبد الله بن أبي مليكة زهير بن عبد الله بن جدعان البصري، ولعله هو المراد هنا، ولد وهو أعمى، ضعفه أكثر المحدثين، مات حوالي سنة ١٣٠ ه‍ أنساب السمعاني ص ٥٤٢ والتهذيب ٦ / 146 و 7 / 322 - 324.
(11) في الأصل: أمثلة.
(12) الفضول، ولا معنى له في سياق الكلام.
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»
الفهرست