اليه بسيفه وضربه به فلم يقطع شيئا فذهل عدو الله من جولان خالد وثباته وعلم أنه لا يقدر عليه ولا على ملاقاته فولى هاربا وكان جواده أسبق من جواد خالد قال عامر بن الطفيل رضي الله عنه وكنت يوم حرب دمشق في القلب وشاهدنا ما جرى بين خالد وعزازير لما ولى هاربا وقصر جواد خالد عن طلبه فوقع في قلبه الطمع وقال كان البدوي خاف مني ومالي الا أن أقف حتى يلحقني وآخذه أسيرا ولعل المسيح ينصرني عليه فلما وقع ذلك في نفسه وقف حتى لحق به خالد وقد جلل فرسه العرق فلما قرب منه صاح عزازير وقال يا عربي لا تظن أني هارب خوفا منك وانما أبقيت عليك خوفا على شبابك فارحم نفسك وأن أردت الموت أسوقه إليك أنا قابض الأرواح أنا ملك الموت فعند ذلك ترجل عن جواده وسحب السيف وسار اليه كأنه الأسد الضاري فلما نظر عزازير إلى ذلك والى ترجل خالد زاد طمعه فيه وحام حوله وهم اليه يريد أن يعلو رأسه بالسيف فزاغ خالد عنها وصاح فيه وضرب قوائم فرسه بضربة عظيمة فقطعها فسقط عدو الله على الأرض ثم ولى هاربا يريد أصحابه فسبقه خالد وقال يا عدو الله ان الذي تسميت باسمه قد غضب عليك واشتاق إليك وها هو قد اقبل عليك يقبض روحك ليؤديك إلى جهنم ثم هجم عليه وهم أن يجلد به الأرض ونظرت الروم إلى صاحبها وهو في يد خالد فهموا أن يحملوا على خالد ويخلصوه من يده إذ قد أقبلت جيوش المسلمين وأبطال الموحدين مع الأمير أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه كان قد سار من بصرى فوجدوه وقد أخذ عزازير في تلك الساعة فلما نظرت عساكر دمشق إلى جيوش المسلمين قد أقبلت داخلهم الجزع والفزع فوقفوا عن الحملة قال حدثني عمر بن 2 قيس عن شعيب عن عبد الله عن هلال القشعمي قال لما قدم الأمير أبو عبيدة سأل عن خالد فقالوا انه في ميدان الحرب وقد أسر بطريق الروم فدنا أبو عبيدة اليه وهم ان يترجل فأقسم عليه خالد ان لا يفعل وأقبل عليه وصافحه وكان أبو عبيدة يحب خالدا لمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو عبيدة لخالد يا أبا سليمان لقد فرحت بكتاب أبي بكر الصديق حين قدمك علي وأمرك علي وما حقدت في قلبي عليك لأني أعلم مواقفك في الحرب فقال خالد والله لا فعلت أمرا الا بمشورتك ووالله لولا أمر الامام طاعة لما فعلت ذلك أبدا لأنك اقدم مني في دين الاسلام وأنا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت قال فيك أبو عبيدة أمين هذه الأمة فشكره أبو عبيدة وقدم لخالد جواده فركبه وقال خالد لأبي عبيدة اعلم أيها الأمير
(٣٩)