فركبه وصاح في قومه فأجابوه وقال لا تتحدثوا حتى نسمع كلام القوم وما عندهم ثم سار حتى قرب من شرحبيل بن حسنة وجيشه ونادى يا معشر المسلمين انا روماس واني أريد صاحبكم قال فخرج اليه شرحبيل فلما قرب منه قال البطريق من أنتم قال شرحبيل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم النبي الأمي القرشي الهاشمي المنعوت في التوراة والإنجيل فقال روماس ما فعل الله به فقال شرحبيل قبضه الله اليه فقال البطريق فمن ولى الامر بعده قال عتيق بن أبي قحافة بن بكر بن تيم بن مرة فقال روماس وحق ديني لقد أعلم بأنكم على الحق ولا بد لكم ان تملكوا الشام والعراق وانا اشفق عليكم إذا بتم في جمع يسير ونحن في جمع كثير ولكن ارجعوا إلى بلادكم فانا لا نتعرض لكم واعلم يا أخا العرب إن أبا بكر هو صاحبي ورفيقي ولو كان حاضرا ما قاتلني فقال شرحبيل لو كن وله أو ابن عمه لما عفا عنه الا ان يكون من أهل ملته وليس له في الامر شيء لأنه مكلف وقد امره الله ان يجاهدكم ولسنا نبرح عنكم الا بإحدى ثلاث اما ان تدخلوا في ديننا أو تأدوا الجزية أو السيف فقال روماس وحق ما اعتقده من ديني لو كان الامر إلي ما أقاتلكم لأني أعلم انكم على حق وهؤلاء طواغية الروم وقوم مجتمعون واني أريد ان ارجع إليهم وانظر ما عندهم فقال شرحبيل ارجع إليهم فلا بد لكم بما ذكرت قال فعاد روماس إلى قومه وجمعهم وقال يا أهل دين النصراينة وبني ماء المعمودية ان الذي كنتم تعتقدونه في كتبكم من الخروج من بلادكم ودياركم ونهب أموالكم قد قرب وهذا وقته وزمانه ولستم أعظم جيشا من روبيس سار إلى شرذمة من العرب بأرض فلسطين فقتل وقتل من معه وانهزم الباقون ولقد بلغني ان رجلا منهم قد خرج من ارض السماوة صوب العراق اسمه خالد بن الوليد وقد فتح أركة والسخنة وتدمر وحوران وهو عن قريب يحضر إليكم والصواب أن تؤدوا الجزية عن يد إلى هؤلاء العرب وينصرفون عنكم قال فلما سمع قومه ذلك غضبوا وشوشوا وهموا بقتله فقال روماس يا قوم انما أردت ان اختبركم وأرى حمية دينكم والان دونكم والقوم وانا في أولكم قال فرجعت الروم إلى عددها وعديدها وتظاهروا بالدروع البيض وقادوا الجنائب وتهيئوا للحملة فلما رأى شرحبيل بن حسنة ذلك وعظ أصحابه وقال اعلموا رحمكم الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الجنة تحت ظلال السيوف وأحب ما قرب إلى الله
(٢٨)