قال يا أخا العرب ادن مني حتى أسألك وكان الملعون يعرف العربية فلما سمع خالد ذلك قال يا عدو الله ادن أنت على أم رأسك ثم هم أن يحمل عليه فقال على رسلك يا أخا العرب أنا أدنو منك فعلم خالد أن الخوف داخله فأمسك عنه حتى قرب منه فقال يا أخا العرب ما حملك ان تحمل أنت بنفسك أما تخشى الهلاك فلو قتلت بقيت أصحابك بلا مقدم فقال خالد يا عدو الله قد رأيت ما فعل الرجلان من أصحابي لو تركتهم لهزموا أصحابك بعون الله تعالى وانما معي رجال وأي رجال يرون الموت مغنما والحياة مغرما ثم قال له خالد من أنت فقال أوما سمعت باسمي أنا فارس الشام أنا قاتل الروم والفرس أنا كاسر عساكر الترك فقال خالد ما أسمك فقال انا الذي تسميت باسم ملك الموت اسمي عزرائيل قال الواقدي فضحك خالد من كلامه وقال يا عدو الله تخوفني ان الذي تسميت باسمه هو طالبك ومشتاق إليك ليرديك إلى الهاوية فقال له عزازير وما منعك فعلت بأسيرك كلوس فقال هو موثق بالقيود والاغلال فقال له عزازير وما منعك من قتله وهو داهية من دواهي الروم فقال خالد منعني من ذلك أني أريد قتلكم جميعا فقال عزازير هل لك ان تأخذ ألف مثقال من الذهب وعشرة أثواب من الديباج وخمسة رؤوس من الخيل وتقتله وتأتيني برأسه فقال له خالد هذه ديته فما الذي تعطيني أنت عن نفسك قال فغضب عدو الله من ذلك وقال ما الذي تأخذ مني قال الجزية وأنت صاغر ذليل فقال عزازير كلما زدنا في كرامتكم زدتم في اهانتنا فخذ الان لنفسك الحذر فاني قاتلك ولا أبالي فلما سمع خالد كلام عزرائيل حمل عليه حملة غظيمة كأنه شعلة نار فاستقبله البطريق وقد أخذ حذره وكان عزازير ممن يعرف بالشجاعة في بلاد الشام فلما نظر خالد إلى عدو الله أظهر شجاعته وبراعته تبسم فقال عزازير وحق المسيح لو أردت الوصول إليك لقدرت على ذلك ولكنني أبقيت عليك لأني أريد أن أستأسرك ليعلم الناس أنك أسيري وبعد ذلك أطلق سبيلك على شرط انك ترحل من بلادنا وتسلم لنا ما اخذت من بلاد الشام فلما سمع خالد كلام عزازير قال له يا عدو الله قد داخلك الطمع فينا وهذه العصابة قد ملكوا تدمر وحوران وبصرى وهم ممن باعوا أنفسهم بالجنة واختاروا دار البقاء على دار الفناء وستعلم أينا من يملك صاحبه ويذل جانبه ثم إن خالد أرى البطريق أبواب الحرب قال فندم عزازير على ما كان منه من الكلام وقال يا أخا العرب أما تعرف الملاعبة فقال خالد ملاعبتي الضرب في طاعة الرب ثم إن الملعون هاجم خالد ولوح
(٣٨)