جواده وركب جوادا أهداه له صاحب تدمر وعزم أن يهجم على الروم فقال ضرار بن الأزور أيها الأمير دعني أنا أحمل على القوم حتى تستريح أنت فقال يا ضرار الراحة في الجنة غدا ثم عول خالد على الحملة فصاح به البطريق كلوس وقال وحق دينك ونبيك الا ما رجعت إلي حتى أخاطبك فرجع خالد اليه وقال لروماس اسأله ما يريد فقال أعلمه أني صاحب الملك وقد بعثني إليكم في خمسة آلاف فارس لاردكم عن بلده وأهله ورعيته وقد تحجبت أنا وعزازير متولي دمشق وقدم إلي معه كذا وكذا وأنا أسألك بحق دينك إذا خرج إليك فأقتله وان لم يخرج إليك فاستدعه وأقتله فإنه رأس القوم فان قتلته فقد ملكت دمشق فقال خالد لروماس قل له انا لا نبقي عليك ولا عليه ولا على من أشرك بالله تعالى ثم إنه بعد ذلك الكلام حمل وهو ينشد ويقول * لك الحمد مولانا على كل نعمة * وشكر لما أوليت من سابغ النعم * مننت علينا بعد كفر وظلمة * وأنقذتنا من حندس الظلم والظلم * وأكرمتنا بالهاشمي محمد * وكشفت عنا ما نلاقي من الغم * فتمم اله العرش ما قد ترومه * وعجل لأهل الشرك بالبؤس والنقم * وألقهم ربي سريعا ببغيهم * بحق نبي سيد العرب والعجم * قال الواقدي لقد بلغني ممن أثق به أنه لما ولي جرجيس هاربا من بين يدي خالد إلى أصحابه رأوه يرتعد من الفزع فقالوا له ما ورءاك فقال يا قوم ورائي الموت الذي لا يقاتل والليث الذي لا ينازل وهو أمير القوم وقد آلى على نفسه ان يطلبنا أينما كنا وما خلصت روحي الا بالجهد فصالحوا الرجل قبل ان يحمل عليكم بأصحابه فلا يبقى منكم أحدا فقالوا له ما يكفيك انك انهزمت وقد هموا بقتله فبينما هم كذلك إذا أقبل أصحاب كلوس على عزازير وهم خمسة آلاف وصاحوا به وقالوا له ما أنت عند الملك أعز من صاحبنا وقد كان بيننا وبينك شرط فأخرج أنت إلى خالد واقتله أو أسر ه وخلص لنا صاحبنا والا وحق المسيح والمذبح والذبيح شننا عليك الحرب فقال عزازير وقد رجع به مكره ودهاؤه يا ويلكم أتظنون اني جزعت من الخروج إلى هذا البدوي من أول مرة ولكني ما تأخرت عن الخروج اليه وتقاعدت عن قتاله حتى يتبين عجز صاحبكم وسوف سوف ينظر الفريقان أينا أفرس وأشجع وأثبت في مقام القتال إذا نحن تشابكنا بالنصال ثم إنه في الحال ترجل عن جواده ولبس لامته وركب جوادا يصلح للجولان وخرج إلى قتال سيدنا خالد بن الوليد الفارس الصنديد رضي الله عنه فلما قرب منه
(٣٧)