فتوح الشام - الواقدي - ج ١ - الصفحة ١١٠
على بركة الله تعالى وعونه ونازل القوم وشن الغارة على ارض العواصم وفنسرين وأنا أسير إلى بعلبك فلعل الله ان يسهل علينا فتحها ثم ودعه وسار خالد رضي الله عنه بمن معه إلى حمص وتوجه أبو عبيدة رضي الله عنه إلى بعلبك إذ ورد بطريق جوسيه ومعه الهدايا والتحف وصالح المسلمين سنة كاملة وقال إن فتحتم بعلبك فانا بين أيديكم ولا نخالف لكم قولا فصالحهم أبو عبيدة رضي الله عنه على أربعة آلاف درهم وخمسين ثوبا من الديباج فلما انبرم الصلح سار أبو عبيدة رضي الله عنه يطلب بعلبك فما بعد من اللبوة الا وقد اشرف عليه راكب نجيب فإذا هو أسامة بن زيد الطائي فقال يا اسامة من اين أقبلت فأتاح نجيبه وسلم على أبي عبيدة رضي الله عنه وعلى المسلمين وقال اتيت من المدينة وسلم اليه كتابا من عمر بن الخطاب رضي الله عنه ففضه أبو عبيدة رضي الله عنه وإذا فيه لا إله إلا الله محمد رسول الله بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى امين الأمة سلام عليك فاني احمد الله لا إله إلا هو واصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم اما بعد فلا مرد لقضاء الله وقدره ومن كتب في اللوح المحفوظ كافرا فلا ايمان له وذلك أن جبلة بن الأيهم الغساني كان قدم علينا ببني عمه وسراة قومه فأنزلتم واجسنت إليهم واسلموا على يدي وفرحت بذلك إذ شد الله عضد الاسلام والمسلمين بهم ولم اعلم ما كمن في الغيب وانا سرنا إلى مكة حرسها الله تعالى وعظمها نطلب الحج فطاف جبلة بالبيت أسبوعا فوطىء رجل من فزارة ازاراه فسقط ازاره عن كتفه فالتفت إلى الفزاري وقال يا ويلك كشفتني في حرم الله تعالى فقال والله ماتعمدتك فلطم جبلة بن الأيهم الفزاري لطمة هشم بها انفه وكسر ثناياه الأربع فأقبل الفزاري إلي مستعيا على جبلة فأمرت باحضاره وقلت له ما حملك على أن لطمت أخاك في الاسلام وكسرت ثناياه الأربع وهشمت انفه فقال جبلة انه وطئ إزاري برجله فحله ووالله لولا حرمة هذا البيت لقتلته فقلت له أقررت على نفسك فاما ان يعفو عنك واما ان اخذ له منك القصاص فقال ايقتص وانا ملك وهو من السوقة قلت قد شملك وإياه الاسلام فما تفضله الا بالعافية فقال اتتركني إلى غدا أو تقتص مني فقلت للفزاري اتتركه إلى غد قال نعم فلما كان الليل ركب في بني عمه وتوجه إلى الشام إلى كلب الطاغية وأرجوا ان الله تعالى يظفرك به فانزل على حمص ولا تنفذ عنها فان صالحك أهلها فصالحهم وان أبو فقاتلهم وابعث عيونك إلى أنطاكية وكن على حذر من المنتصرة والسلام عليك ورحمة الله وعلى جميع المسلمين
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»