وعبد الله بن أنيس مدركها وخالد بن الوليد منجدها ولقى خالد فيها مشقة وجراحا مؤلمة فلما سار واقبل خالد إلى الدير فصاح بصاحبه يا راهب فلم يكلمه فهتف به مرة أخرى وهدده فاطلع عليه وقال ما تشاء وحق المسيح ليطالبنك صاحب هذه الخضراء بدما ء من قتلت فقال خالد كيف يطالبنا وقد أمرنا ان نقاتلكم ونجاهدكم ووعدنا على ذلك الثواب ووالله لولا رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا ان نتعرض لكم لاتركتك في صومعتك بل كنت قتلتك أشر قتلة فسكت الراهب عنه ولم يجبه وانقلب خالد والمسلمون بالغنائم إلى دمشق وأبو عبيدة رضي الله عنه فيها فشكر لهم وسلم خالد وعلى عبد الله بن جعفر رضي الله عنه ورجع إلى مكانه فخمس الغنيمة وقسمها على الناس فدفع لضرار بن الأزور فرس البطريق وسرجه وما عليه من حلى الذهب والفضة والجواهر والفصوص فأتى به ضرار إلى أخته السيدة خولة رضي الله عنها قال فرأيتها تنزع فصوص الجوهر فنفرقها على نساء المسلمين وان الفص منها ليساوي الثمن الكثير قال وعرض السبي على أبي عبيدة رضي الله عنه وفي الجملة ابنة البطريق فقال عبد الله ابن جعفر أريدها قال أبو عبيدة حتى استأذن أمير المؤمنين في ذلك فكتب اليه يعلمه بها وبمسألة عبد الله بن جعفر فكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه هي له فأخذها عبد الله وأقامت زمانا عنده وعلمها الطبخ وكانت من قبل تعرف طبخ الفرس والروم وأقامت عنده إلى أيام يزيد فأخبر بها فاستهلااها منه فأهداها له وكانت عنده وقال عامر بن ربيعة أصابني من غنيمة سوق الدير أثواب ديباج حرير فيها صور الروم وكان في كل ثوب منها صورة حسنة وهي صورة مريم وعيسى عليهما السلام فحملت الثياب إلى اليمن فبيعت بثمن كثير وكتب إلى عمي وأنا مع أبي عبيدة يا ابن أخي ابعث لي من هذه الثياب وأكثر منها فإنها تنفق قال الواقدي فلما رجع جيش المسلمين غانما كتب أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتابا يخبره بما فتح الله على يديه وما غنم المسلمون من دير أبي القدس ويمدخ خالدا ويشكره ويثني عليه ويخبره بما قال وما تكلم به وسأله في كتابه ان يكتب إلى خالد يستشيره في المسير إلى هرقل أو إلى بيت المقدس وكتب اليه أيضا ان بعض المسلمين يشربون الخمر قال عاصم بن ذؤيب العامري وكان ممن شهد قتال الروم بالشام وفتح دمشق العرب الوافدين من اليمن فأخذوا في الشرب واستطابوا ذلك فأنكر ذلك الأمير أبو عبيدة فقال رجل من العرب أظنه سراقة ابن عامر يا
(١٠٨)