سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٢٤
علية، وكان من غلمان أبي بكر الأصم (1)، وكان في مجلسه عند باب الصوفي، (2) فلما قرأنا عليه جعل يحتج بإبطاله، فكتبنا ما قال، وذهبنا به إلى الشافعي، فنقضه، وتكلم بإبطاله، ثم كتبناه، وجئنا به إلى ابن علية، فنقضه، ثم جئنا به إلى الشافعي، فقال: إن ابن علية ضال، قد جلس بباب الضوال يضل الناس (3).
قلت: كان إبراهيم من كبار الجهمية، وأبوه إسماعيل (4) شيخ المحدثين إمام.
المزني: سمعت الشافعي يقول: من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن تكلم في الفقه نما قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في اللغة رق طبعه، ومن نظر في الحساب جزل رأيه، ومن لم يصن نفسه، لم ينفعه علمه (5).
إبراهيم بن متويه الأصبهاني: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: قال الشافعي: كل حديث جاء من العراق، وليس له أصل في الحجاز، فلا تقبله، وإن كان صحيحا، ما أريد إلا نصيحتك (6).
قلت: ثم إن الشافعي رجع عن هذا، وصحح ما ثبت إسناده لهم (7).

(1) هو شيخ المعتزلة تقدمت ترجمته في الجزء التاسع ص 402.
(2) في " مناقب " البيهقي: وكان مجلسه بمصر عند باب الضوال.
(3) " مناقب " البيهقي 1 / 457 (4) تقدمت ترجمته في الجزء التاسع من هذا الكتاب ص 107.
(5) " تاريخ ابن عساكر " 15 / 16 / 2، و " مناقب البيهقي " 1 / 282، و " مناقب " الرازي: 70، و " توالي التأسيس ": 72، و " طبقات الشافعية " للعبادي: 32.
(6) " آداب الشافعي ": 200 (7) في " معرفة السنن والآثار " للبيهقي (64) بسنده إلى الشافعي قال: من عرف من أهل العراق ومن أهل بلدنا بالصدق والحفظ، قبلنا حديثه، ومن عرف منهم من أهل بلدنا بالغلط رددنا حديثه، وما حابينا أحدا، ولا حملنا عليه.
قال البيهقي: وعلى هذا مذهب أكثر أهل العلم بالحديث، وإنما رغب بعض السلف عن رواية أهل العراق، لما ظهر من المناكير والتدليس في روايات بعضهم، ثم قام بهذا العلم جماعة منهم ومن غيرهم، فميزوا أهل الصدق من غيرهم، ومن دلس ممن لم يدلس، وصنفوا فيه الكتب حتى أصبح من عمل في معرفة ما عرفوه، وسعى في الوقوف على ما عملوه على خبرة من دينه وصحة ما يجب الاعتماد عليه من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فلله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة. وانظر الصفحة 33 من هذا الجزء تعليق رقم (3).
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»