سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ١٣
علمت المعنى فيه والمراد، ما خلا حرفين، أحدهما: دساها (1).
إسنادها فيه مجهول.
قال ابن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: قرأت القرآن على إسماعيل بن قسطنطين، وقال: قرأت على شبل، وأخبر شبل أنه قرأ على عبد الله بن كثير، وقرأ على مجاهد، وأخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عباس. قال الشافعي: وكان إسماعيل يقول: القران اسم ليس بمهموز، ولم يؤخذ من: " قرأت " ولو أخذ من " قرأت " كان كل ما قرئ قرآنا، ولكنه اسم للقران مثل التوراة والإنجيل (2).

(١) " تاريخ بغداد " ٢ / ٦٣، و " تهذيب الكمال " لوحة: ١١٦١، و " تاريخ ابن عساكر " ١٤ / ٤٠٢ / ٢، وجاء في " الحلية " ٩ / ١٠٤ عن ابن بنت الشافعي: سمعت أبي يقول: سمعت الشافعي يقول: نظرت في دفتي المصحف، فعرفت مراد الله تعالى فيه إلا حرفين واحد منهما قوله تعالى: [وقد خاب من دساها] فإني لم أجده. وأخرجه البيهقي في " أحكام القرآن " ٢ / ١٩٠ من طريق محمد بن عبد الله بن محمد قال: سمعت الشافعي يقول: نظرت بين دفتي المصحف، فعرفت مراد الله عز وجل في جميع ما فيه إلا حرفين - ذكرهما وأنسيت أحدهما - والآخر: قوله تعالى: [وقد خاب من دساها] فلم أجده في كلام العرب، فقرأت لمقاتل بن سليمان أنها لغة السودان، وأن دساها: أغواها. وعلق عليه البيهقي فقال: قوله: في كلام العرب، أراد لغتهم، أو أراد فيما بلغه من كلام العرب، والذي ذكره مقاتل: " لغة السودان " من كلام العرب.
قال ابن قتيبة في " مشكل القرآن " ٢٦٧: [وقد خاب من دساها] أي: نقصها وأخفاها بترك عمل البر، وبركوب المعاصي، والفاجر أبدا خفي المكان، زمر المروءة، غامض الشخص، ناكس الرأس، ودساها من " دسست " فقلبت إحدى السينات ياء، كما يقال:
لبيت، والأصل: لببت، وقصيت أظفاري، وأصله: قصصت، ومثله كثير.
(٢) إسناده حسن، إسماعيل بن قسطنطين: وهو إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين أبو إسحاق المكي مولى بني مخزون المعروف بالقسط مقرئ مكة المتوفى سنة ١٧٠، ترجمه ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ٢ / ١٨٠، فلم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ووصفه ابن الجزري في " طبقاته " ١ / ١٦٦ بأنه ثقة ضابط، وباقي رجال السند رجال الصحيح، وانظر " توالي التأسيس ": ٤٢، و " مناقب الشافعي " للبيهقي ١ / ٢٧٦، ٢٧٧، و " الأسماء والصفات ":
٢٧٢، و " آداب الشافعي ": ١٤١، ١٤٣، و " تاريخ ابن عساكر " ١٤ / ٤٠٢ / ١، و " طبقات القراء " ١ / ١٦٦، و " البداية " ١٠ / ٢٥٢، و " تاريخ بغداد " ٢ / ٦٢، و " مناقب الشافعي " للرازي: ٧٠، و " اللسان ": قرأ، وقراءة غير ابن كثير من القراء: (القرآن) بالهمز مصدر قرأت الشئ، أي: ألفته وجمعته، قراءة وقرآنا، كالغفران والكفران والفرقان. والأصل في هذه اللفظة الجمع، وكل شئ جمعته فقد قرأته، وسمي القرآن، لأنه جمع القصص والامر والنهي والوعد والوعيد، والآيات والسور بعضها إلى بعض.
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»