سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٣٥
قال الربيع: وسمعته يقول: أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني إذا رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فلم أقل به (1).
وقال أبو ثور: سمعته يقول: كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي، وإن لم تسمعوه مني (2).
ويروى أنه قال: إذا صح الحديث فهو مذهبي (3)، وإذا صح الحديث، فاضربوا بقولي الحائط.
محمد بن بشر العكري وغيره: حدثنا الربيع بن سليمان قال: كان الشافعي قد جزأ الليل، فثلثه الأول يكتب، والثاني يصلي، والثالث ينام (4).
قلت: أفعاله الثلاثة عبادة بالنية.
قال زكريا الساجي: حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثني حسين الكرابيسي: بت مع الشافعي ليلة، فكان يصلي نحو ثلث الليل، فما رأيته يزيد على خمسين آية، فإذا أكثر، فمئة آية، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله، ولا بآية عذاب إلا تعوذ، وكأنما جمع له الرجاء والرهبة جميعا (5).

(1) " حلية الأولياء " 9 / 106، و " تاريخ ابن عساكر " 15 / 10 / 2، و " مناقب البيهقي " 1 / 475.
(2) " آداب الشافعي ": 94، و " البداية " 10 / 253، 254.
(3) للامام تقي الدين السبكي رسالة تناول فيها كلمة الشافعي هذه بالشرح والبيان، وما يجب أن تحمل عليه وتقيد به سماها " معنى قول المطلبي إذا صح الحديث فهو مذهبي " وهي مطبوعة ضمن مجموعة الرسائل المنيرية 3 / 98، 114. وقد نقل عنها الحافظ في " توالي التأسيس " كما تقدم في التعليق (4) ص (33، 34).
(4) " حلية الأولياء " 9 / 125، و " تاريخ ابن عساكر " 15 / 11 / 1.
(5) " تاريخ ابن عساكر " 15 / 11 / 1، و " مناقب الرازي ": 127، و " توالي التأسيس ": 68
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»