سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٢٥
ويروى عنه: إذا لم يوجد للحديث أصل في الحجاز ضعف، أو قال: ذهب نخاعه (1).
أخبرنا إبراهيم بن علي العابد في كتابه، أخبرنا زكريا العلبي وجماعة، قالوا: أخبرنا عبد الأول بن عيسى، أخبرنا شيخ الاسلام أبو إسماعيل الهروي، قال: أفادني يعقوب، وكتبته من خطه، أخبرنا أبو علي الخالدي، سمعت محمد بن الحسين الزعفراني، سمعت عثمان بن سعيد بن بشار الأنماطي، سمعت المزني يقول: كنت أنظر في الكلام قبل أن يقدم الشافعي، فلما قدم أتيته، فسألته عن مسألة من الكلام، فقال لي: تدري أين أنت؟ قلت: نعم، في مسجد الفسطاط. قال لي:
أنت في تاران (2) - قال عثمان: وتاران موضع في بحر القلزم لا تكاد تسلم

(1) " آداب الشافعي ": 200.
(2) في " معجم ياقوت ": تاران: جزيرة في بحر القلزم، بين القلزم وأيلة، وهو أخبث مكان في هذا البحر، وذاك أن به دوران ماء في سفح جبل إذا وقعت الريح على ذروته انقطعت الريح قسمين، فتلقي المركب بين شعبتين من هذا الجبل متقابلتين، فتخرج الريح من كليهما، كل واحدة مقابلة للأخرى، فيثور البحر على كل سفينة تقع في ذلك الدوران باختلاف الريحين، فتنقلب ولا تسلم أبدا، وقال البيهقي في " مناقب الشافعي " 1 / 458: " تاران " في بحر القلزم، يقال: فيها غرق فرعون وقومه، فشبه الشافعي المزني فيما أورد عليه بعض أهل الالحاد ولم يكن عنده جواب بمن ركب البحر في الموضع الذي أغرق الله فيه فرعون وقومه، وأشرف على الهلاك، ثم علمه جواب ما أورد عليه حتى زالت عنه تلك الشبهة، وفي ذلك
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»