سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٢٨
قال الحسين بن إسماعيل المحاملي: قال المزني: سألت الشافعي عن مسألة من الكلام، فقال: سلني عن شئ، إذا أخطأت فيه، قلت:
أخطأت، ولا تسألني عن شئ إذا أخطأت فيه، قلت: كفرت (1).
زكريا الساجي: سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول:
قال لي الشافعي: يا محمد، إن سألك رجل عن شئ من الكلام، فلا تجبه، فإنه إن سألك عن دية، فقلت درهما، أو دانقا، قال لك:
أخطأت، وإن سألك عن شئ من الكلام، فزللت، قال لك:
كفرت (2).
قال الربيع: سمعت الشافعي يقول: المراء في الدين يقسي القلب، ويورث الضغائن (3).
وقال صالح جزرة: سمعت الربيع يقول: قال الشافعي: يا ربيع، اقبل مني ثلاثة: لا تخوضن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن خصمك النبي صلى الله عليه وسلم غدا، ولا تشتغل بالكلام، فإني قد اطلعت من أهل الكلام على التعطيل. وزاد المزني: ولا تشتغل بالنجوم (4).
وعن حسين الكرابيسي قال: سئل الشافعي عن شئ من الكلام،

(1) جاء على هامش الأصل بخط مغاير ما نصه: حاشية: كل هذه الآثار عن الإمام الشافعي في ذم الكلام إنما هي في كلام المعتزلة، لأنه لم يكن ذلك الوقت متكلم غيرهم، فأما الكلام على الوجه الصحيح، فليس مرادا له، إذ لم يكن ذلك في زمانه، وإنما ظهرت بعده، فليتنبه لذلك.
(2) " مناقب " البيهقي 1 / 460.
(3) " مناقب " البيهقي 2 / 151، وفيه " المراء في العلم ".
(4) " توالي التأسيس ": 73، ولفظه فيه: لا تخض في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فإن خصمك النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، ولا تشتغل بالكلام، فإني قد اطلعت من أهل الكلام على أمر عظيم، ولا تشتغل بالنجوم، فإنه يجر إلى التعطيل.
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»