جنازته من الخلق أمر عظيم. قال أبو عمرو الحيري - وذكر أبا يعلى ففضله على الحسن بن سفيان فقيل له: كيف تفضله عليه ومسند الحسن أكبر وشيوخه أعلى، قال: ان أبا يعلى كان يحدث احتسابا والحسن كان يحدث اكتسابا.
ووثقه ابن حبان ووصفه بالإتقان والدين، ثم قال: وبينه وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أنفس. وقال الحاكم: كنت أرى أبا على الحافظ معجبا بأبي يعلى وإتقانه وحفظه لحديثه حتى كان لا يخفى عليه منه الا اليسير، قال الحاكم: هو ثقة مأمون، قال أبو على الحافظ:
لو لم يشتغل أبو يعلى بكتب أبى يوسف على بشر بن الوليد لأدرك بالبصرة سليمان بن حرب وأبا الوليد الطيالسي.
قال السمعاني سمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يقول:
قرأت المسانيد كمسند العدني ومسند ابن منيع وهي كالأنهار ومسند أبى يعلى كالبحر يكون مجتمع الانهار. قلت سمعنا مسند أبى يعلي بفوت نصف جزء بالإجازة العالية، ويقع من حديثه بعلو لابن البخاري [في امالي الجوهري 1]، وكان مولده في شوال سنة عشر ومائتين، وارتحل وهو ابن خمس عشرة سنة، وعمر وتفرد ورحل الناس إليه، وسماعه ببغداد من أحمد بن حاتم الطويل في سنة خمس وعشرين ومائتين. مات سنة سبع وثلاث مائة رحمه الله تعالى.
وفيها مات جماعة من الاعلام، الحافظ زكريا الساجي وسيأتي،