مثله أصلا. مولده في رمضان سنة إحدى ومائتين. وسمع يحيى بن يحيى الليثي القرطبي وأبا مصعب الزهري ويحيى بن بكير وإبراهيم بن المنذر الحزامي وزهير بن عباد وصفوان بن صالح ويحيى بن عبد الحميد الحماني وابن نمير وابن أبي شيبة، وطوف الشرق والغرب وشيوخه مائتان وثمانون ونيف. روى عنه ابنه احمد وأحمد بن عبد الله الأموي وأسلم بن عبد العزيز ومحمد بن عمر بن لبابة والحسن بن سعيد وعبد الله بن يونس القيري وآخرون. وكان إماما علما قدوة مجتهدا لا يقلد أحدا ثقة حجة صالحا عابدا متهجدا أواها عديم النظير في زمانه، ذكره أحمد بن أبي خيثمة فقال: ما كنا نسميه الا المكنسة، وهل يحتاج بلد فيه بقى ان يأتي منه إلينا أحد؟
قال أبو الوليد الفرضي: ملا بقى الأندلس حديثا. وقال أبو عبد الملك القرطبي في تاريخه: كان بقى طوالا أقنى ذا لحية مضبرا، وكان متواضعا ملازما لحضور الجنائز، وكان يقول: انى لأعرف رجلا كانت تمضي عليه الأيام في وقت طلبه ليس له عيش الا ورق الكرنب وعن بقى قال: لما رجعت من العراق أجلسني يحيى بن بكير إلى جنبه وسمع منى سبعة أحاديث. وقد تعصبوا على بقى لاظهاره مذهب أهل الأثر فدفعهم عنه أمير الأندلس محمد بن عبد الرحمن المرواني واستنسخ كتبه وقال لبقى: انشر علمك. وعن بقى قال: لقد غرست للمسلمين غرسا بالأندلس لا يقلع الا بخروج الدجال. قال ابن حزم: كان بقى ذا خاصة من احمد ابن حنبل وجاريا في مضمار البخاري ومسلم والنسائي. وعن بقى قال: كل