إياه لم يدخلوها في صحاح ما خرجوا وقالوا: هي صحيفة (1).
قال خليفة بن خياط (2)، ويحيى بن بكير، وعبد الباقي بن قانع: مات سنة ثماني عشرة ومئة.
زاد يحيى: بالطائف (3).
(١) وبقية كلام ابن عدي: " عمرو بن شعيب في نفسه ثقة ".
(٢) تاريخه: ٣٤٩، وطبقاته: ٢٨٦.
(٣) وذكره العقيلي في " الضعفاء " وقال: حدثنا أحمد بن علي الابار، قال: حدثنا علي بن ميمون الرقي، قال: سمعت ابن عليه وسئل عن عمرو بن شعيب، فقال: غيره خير منه وقد روى عنه ثقات الناس أيوب وعمرو بن دينار وقتادة وعبيد الله بن عمر العمري. ونقل عن معمر أنه قال: سمعت أيوب يقول لليث بن أبي سليم: شل يدك بما سمعت من طاووس ومجاهد وإياك وجواليق وهب بن منبه وعمرو بن شعيب فإنهما صاحبا كتب. ونقل أيضا عن معمر عن أيوب: قال: كنت إذا جئت إلى عمرو بن شعيب أغطي رأسي حياء من الناس (الورقة ١٥٤). وقال ابن حبان في " المجروحين ": إذا روى عمرو بن شعيب عن طاووس وابن المسيب عن الثقات غير أبيه فهو ثقة يجوز الاحتجاج بما يروي عن هؤلاء، وإذا روى عن أبيه عن جده ففيه مناكير كثيرة، لا يجوز الاحتجاج عندي بشئ رواه عن أبيه عن جده، لان هذا الاسناد لا يخلوا من أن يكون مرسلا أو منقطعا لأنه عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، فإذا روى عن أبيه فأبوه شعيب وإذا روى عن جده وأراد عبد الله بن عمرو جد شعيب فإن شعيبا لم يلق عبد الله بن عمرو والخبر بنقله هذا منقطع، وإن أراد بقوله عن جده، جده الأدنى فهو محمد بن عبد الله بن عمرو، ومحمد بن عبد الله لا صحبة له فالخبر بهذا النقل يكون مرسلا، والمرسل والمنقطع من الاخبار لا يقوم بها حجة. وكان أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وإسحاق بن إبراهيم يحتجون بحديثه، وتركه ابن القطان، وأما يحيى بن معين فمرض القول فيه. وقال أيضا: ليس الحكم عندي في عمرو بن شعيب إلا مجانبة ما روى عن أبيه عن جده والاحتجاج بما روى عن الثقات غير أبيه، ولولا كراهية التطويل لذكرت من مناكير أخباره التي رواها عن أبيه عن جده أشياء يستدل على وهن هذا الاسناد (٢ / ٧٢ - ٧٣). قال بشار: قد ثبت أن شعيبا صحب جده، وحمل عنه. ونقل ابن عدي في " الكامل " عن أبي مسهر أنه قال عن سعيد بن عبد العزيز قال: كان الزهري يلعن من يحدث بهذا الحديث: " نهيتكم عن النبيذ فانتبذوا " فقلت لسعيد هو يذكره عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. قال: إياه يعني (٢ / الورقة ٢٣٠). وقال ابن الجوزي في " الضعفاء ": وإنما توقفوا فيه لأنه إذا قال: عن جده احتمل أن يكون محمدا وذاك لم يلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما إذا قال: عن جده عبد الله وسماه كان صحيحا، وقد ثبت بما قال الدارقطني أن شعيبا رأى عبد الله وإن كان قد أنكر ذلك ابن حبان (الورقة ١١٩). وقال ابن حجر في " التهذيب ": قال الدارقطني، لما حكى كلام ابن حبان:
هذا خطأ قد روى عبيد الله بن عمر العمري وهو من الأئمة عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال: كنت عند عبد الله بن عمرو فجاء رجل فاستفتاه في مسألة فقال لي يا شعيب امض معه إلى ابن عباس فذكر الحديث. وقال أبو بكر بن أبي خيثمة: سمعت هارون بن معروف يقول: لم يسمع عمرو بن شعيب من أبيه شيئا إنما وجده في كتاب أبيه. وقال يعقوب بن شيبة ما رأيت أحدا من أصحابنا ممن ينظر في الحديث وينتقي الرجال يقول في عمرو بن شعيب شيئا وحديثه عندهم صحيح وهو ثقة ثبت والأحاديث التي أنكروا من حديثه إنما هي لقوم ضعفاء رووها عنه، ما روى عنه الثقات فصحيح قال: وسمعت علي بن المديني يقول: قد سمع أبوه شعيب من جده عبد الله بن عمرو. وقال علي بن المديني: وعمرو بن شعيب عندنا ثقة وكتابه صحيح. وقال ابن حجر: عمرو بن شعيب ضعفه ناس مطلاق ووثقه الجمهور، وضعف بعضهم روايته عن أبيه عن جده حسب، ومن ضعفه مطلقا فمحمول على روايته عن أبيه عن جده، فأما روايته عن أبيه فربما دلس ما في الصحيفة بلفظ: " عن " فإذا قال: " حدثني أبي " فلا ريب في صحتها كما يقتضيه كلام أبي زرعة المتقدم (٥١ - ٥٥) وقال ابن حجر في " التقريب ": صدوق. قال بشار: إنما تشددوا في عدم الاخذ من الصحيفة آنذاك بلا سماع، بكثرة ما كان يدخل الكتابة آنذاك من التصحيف لعدم وجود الشكل والنقط يومئذ وإلا فصحيفة عبد الله بن عمرو الصادقة معروفة، وقال ابن القطان: " إنما روت أحاديث عمرو بن شعيب لان الهاء عن جده يحتمل أن تعود على عمرو، فيكون الجد محمدا فيكون الخبر مرسلا، أو تعود على شعيب فيكون الجد عبد الله فيكون الحديث مسندا متصلا، لان شعيبا سمع من جده عبد الله بن عمرو. فإذا كان الامر كذلك فليس لاحد أن يفسر الجد بأنه عبد الله بن عمرو، إلا بحجة. وقد يوجد في بعض الأحاديث عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو، فيرتفع النزاع، وقد يوجد بتكرار عن أبيه فيرتفع النزاع أيضا " (الزيلعي: نصب الراية: ٢ / 331 - 332).