قال ابن حبان في كتاب " الثقات " (1): خالد بن كيسان يروي عن الربيع بنت معوذ بن عفراء، روى عنه أبو معاذ عيسى بن يزيد (2).
(١) ٥٨ من جزء التابعين المطبوع.
(٢) وقال ابن حجر متعقبا المزي ومعلقا على ما نقله عن ابن حبان: " وقال فيها أيضا:
خالد بن كيسان يروي عن ابن عمر وابن الزبير، وعنه أيوب بن ثابت. فهما عنده اثنان، وإنما الاسم الذي يروي عن الربيع خالد بن ذكوان، وقد تقدم " (تهذيب:
٣ / ١١٤).
قال أفقر العباد أبو محمد بشار بن عواد: كذا قال الحافظ ابن حجر، وما أظنه إلا واهما، فهذا الذي نقله الذي من " ثقات " ابن حبان صحيح، ثم قال أيضا:
" خالد بن ذكوان أبو الحسن المديني وقد قيل أبو حسين، سكن البصرة. يروي عن الربيع بنت معوذ بن عفراء ولها صحبة، روى عنه حماد بن سلمة وبشر بن مفضل وأهل البصرة " (ص ٥٨) وهذا الذي ذكره ابن حبان في الترجمتين نقله الذهبي بخطه في كتابه الذي اختصره من ثقات ابن حبان (معرفة التابعين: الورقة ٩) فتوثق ما وجدناه، أما الذي نقله ابن حجر من رواية خالد بن كيسان، عن ابن عمر وابن الزبير فلم أجده في التابعين من " ثقات " ابن حبان، ولا نقله الذهبي في " معرفة التابعين " والله أعلم.
قال أبو محمد أيضا: وذكره العقيلي في الضعفاء (الورقة ٦٠) وقال: " في حديثه نظر " حدثنا أحمد بن داود القومسي قال: حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا حكام بن سلم، عن عيسى بن يزيد، عن خالد بن كيسان، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلي على الجنازة فأثني عليها خيرا يقول الرب عز وجل: " قد قبلت شهادتكم فيها تعلمون، وقد غفرت له مالا تعلمون " ولا يحفظ هذا عن الربيع إلا من هذا الوجه، وعيسى بن يزيد هذا هو ابن داب متروك الحديث، ولا أعرف خالد بن كيسان، والذي يحدث عن ربيع إنما هو خالد بن ذكوان أبو الحسين. روى عنه حماد بن سلمة وعبد الواحد بن زياد وبشر بن المفضل وعلي بن عاصم، إلا أن يكون ابن داب أراد خالد بن ذكوان فأخطأ، والحديث غير محفوظ من حديث ربيع، ومعروف من حديث الناس بغير هذا الاسناد " قال بشار: هذا هو الذي ذكره ابن حبان في الثقات، والظاهر أنه غير " خالد بن كيسان " الراوي عن ابن الزبير وابن عمر وعطاء، وإنما ذكرت روايته عن الربيع من باب الخطأ، فالراوي عن الربيع ابن ذكوان، ومحصلة هذا غير الذي ذكره الحافظ ابن حجر، وراجع الجرح والتعديل: ٣ / الترجمة 1572.