تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٤٤٩
لجده يا عبد المطلب غير كذب قال فخر عبد المطلب ساجدا فقال له ابن ذي يزن ارفع رأسك (1) ثلج صدرك وعلا كعبك فهل أحسست بشئ مما ذكرت لك قال نعم أيها الملك إنه كان لي ابن وكنت به معجبا وبه رفيقا وإني زوجته كريمة من كرائم قومي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة فجاءت بغلام فسميته محمدا مات أبوه وأمه وكفلته أنا وعمه فقال له ابن ذي يزن الذي قلت لك كما قلت فاحتفظ (2) على ابنك من اليهود فإنهم له أعداء ولن يجعل الله لهم عليه سبيلا واطو ما ذكرت لك دون هؤلاء الرهط الذين معك فإني لست آمن أن تتداخلهم (3) النفاسة من أن تكون لكم الرياسة فينصبون له الحبائل ويبغون له الغوائل وهم فاعلون ذلك أو أتباعهم (4) غير شك ولولا أني أعلم أن (5) الموت مجتاحي قبل مبعثه لصرت بخيلي ورجلي حتى أصير إلى يثرب دار ملكي فإني أجد في الكتاب الناطق والعلم السابق أن يثرب استحكام أمره وأهل نصرته وموضع قبره ولولا أني أقيه الآفات وأحذر عليه العاهات لأعلنت على حداثة سنه أمره ولأوطأت على أسنان العرب كعبه ولكني سأصرف ذلك إليك عن غير تقصير بمن معك ثم دعا بالقوم فأمر لكل واحد (7) منهم بعشرة أعبد سود وعشرة إماء سود وحلتين من حلل البرود وخمسة أرطال ذهب وعشرة أرطال فضة ومائة من الإبل وكرش مملوء (8) عنبرا وأمر لعبد المطلب بعشرة أضعاف ذلك وقال له إذا جاءك (9)

(1) بالأصل " ورفع رأسه " وفي خع " ورفع رأسك " والمثبت عن البيهقي.
(2) كذا وردت العبارة بالأصل وخع، وفي البيهقي: فاحفظه، واحذر عليه من اليهود.
(3) بالأصل وخع: " أتتداخلهم " والمثبت عن البيهقي.
(4) في البيهقي: " أو أبناؤهم " وفي المختصر: " أو أبناء عمهم ".
(5) بالأصل وخع: " أنت " والصواب عن البيهقي 2 / 13.
(6) في البيهقي: حتى أصير يثرب دار ملكي.
(7) في البيهقي: رجل.
(8) سقطت اللفظة من الأصل وخع واستدركت عن دلائل البيهقي.
(9) في الدلائل: حال.
(٤٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480