تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٤٤٧
فقال إن الله عز وجل أحلك أيها الملك محلا رفيعا شامخا باذخا منيعا وأنبتك نباتا حسنا (1) طابت أرومته وعظمته جرثومته وثبت أصله وبسق فرعه في أطيب موضع وأكرم معدن وأنت أبيت اللعن ملك العرب الذي له تنقاد وعمودها الذي عليه العماد ومعقلها الذي يلجأ إليه العباد سلفك خير سلف وأنت لنا منهم خير خلف فلن يهلك ذكر من أنت خلفه ولن تخمد (2) ذكر من أنت سلفه نحن أهل حرم الله تعالى وسدنة بيته أشخصنا إليك الذي ابتهجنا (3) من كشفك الكرب الذي فدحنا نحن وفد التهنئة لا وفد التعزية (4) قال الملك من أنت أيها المتكلم قال أنا عبد المطلب بن هاشم قال ابن أختنا قال نعم قال ادنه ثم أقبل عليه وعلى القوم فقال مرحبا وأهلا فأرسلها (5) مثلا وكان أول من تكلم بها وناقة ورحلا (6) ومستناخا سهلا وملكا ربحلا (7) يعطي عطاء جزلا قد سمع الملك مقالتكم وعرف قرابتكم وقبل وسيلتكم فإنكم أهل الليل والنهار ولكم الكرامة ما أقمتم والحباء (8) إذا ظعنتم ثم أنهضوا إلى دار الضيافة والوفود وأجرى عليهم الإنزال وأقاموا بذلك شهرا لا يصلون إليه ولا يؤذن لهم في الانصراف ثم انتبه لهم انتباهة فأرسل إلى عبد المطلب فأدناه ثم قال له يا عبد المطلب إني مفض إليك سر علمي أمرا لو غيرك يكون لم أبح له به ولكن رأيتك معدنه فأطلعتك طلعه فليكن عندك مخبيا حتى يأذن الله تعالى فيه إني أجد في الكتاب المكنون والعلم المخزون الذي ادخرناه لأنفسنا واحتجبناه من دون غيرنا (9) خبرا عظيما وخطرا جسيما فيه شرف الحياة وفضيلة العلم

(1) سقطت من البيهقي.
(2) كذا بالأصل، وفي خع والبيهقي: يخمل.
(3) في البيهقي: أبهجنا.
(4) في البيهقي: المرزئة.
(5) بالأصل وخع: " فإن مثلها " والمثبت عن البيهقي.
(6) بالأصل: " دوحلا " والمثبت عن البيهقي، وفي خع: " ونجلا ".
(8) بالأصل " والحب " والمثبت " والحياء " عن خع والبيهقي.
(9) " دون غيرنا " أثبتت عن البيهقي، واللفظتان غير مقروءتين بالأصل وخع.
(10) كذا بالأصل وخع، وسقطت اللفظة من البيهقي من البيهقي والمختصر.
(٤٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480