تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٤٤٦
أتوه (1) وفود العرب وأشرافها وشعراؤها لتهنئه وتذكر ما كان من بلائه وطلبه بثأر قومه وأتاه وفد قريش منهم عبد المطلب بن هاشم وأمية بن عبد شمس وعبد الله بن جدعان وأسد بن عبد العزى ووهب بن عبد مناف وقصي بن عبد الدار فدخل عليه آذنه وهو في رأس قصر يقال له غمدان (2) وهو الذي يقول فيه أمية بن أبي الصلت الثقفي * اشرب هنيا (4) عليك التاج مرتفقا (4) * في رأس غمدان (2) دار منك محلالا واشرب هنيا (4) فقد شالت (5) نعامتهم * وأسبل اليوم في برديك إسبالا (6) تلك المكارم لا قعبان من لبن * شيبا بماء فعادا بعد أبوالا (7) (8) قال والملك متضمخ بالعبير (9) يلصف (10) وبيص المسك في مفرق رأسه وعليه بردان أخضران مرتديا بأحدهما متزرا بالآخر سيفه بين يديه وعن يمينه وشماله الملوك والمقاول (11) فأخبر بمكانهم فأذن لهم فدخلوا عليه ودنا منه عبد المطلب فاستأذنه في الكلام فقال إن كنت ممن يتكلم بين يدي الملوك فقد أذنا لك

(1) كذا بالأصل والبيهقي، وفي دلائل أبي نعيم: أتته.
(2) بالأصل وخع " عمدان " والصواب عن البيهقي.
(3) بالأصل وخع: " من يقفا " والمثبت عن البيهقي، وقد سبقت الرواية.
(4) في ابن هشام: هنيئا.
(5) في البيهقي وابن هشام وخع " شالت " وبالأصل " شاكت ".
شالت نعامتهم أي أهلكوا، والنعامة: باطن القدم، يقال: شالت نعامة الرجل إذا مات. وشالت: ارتفعت، فالذي يهلك ترتفع رجلاه وينتكس رأسه، فتظهر نعامة قدمه.
(6) الاسبال: إرخاء الثوب، وهو فعل المختال المعجب بنفسه.
(7) القعبان تثنية قعب، وهو قدح يحلب فيه. وشيبا: خلطا ومزجا.
(8) قال ابن هشام السيرة 1 / 68 - 69 بعد ذكره الأبيات: " هذا ما صح له مما روي ابن إسحاق منها إلا آخرها بيتا قوله: تلك المكارم... فإنه للنابغة الجعدي واسمه حبان بن عبد الله بن قيس، أحد بني جعدة ".
ومن جعله للنابغة فقد رواه في قصيدته يهجو بها رجلا من قشير يقال له (ابن الحيا) ومطلعها:
أما ترى ظلل الأيام قد حسرت * عني وشمرت ذيالا كان ذيالا انظر الأغاني ط دار الكتب 5 / 13 - 15.
(9) بالأصل وخع: " متضخم العنبر " والمثبت عن الدلائل.
(10) عن البيهقي، وبالأصل وخع: يلصك يلوح.
(11) المقاول جمع مقول، المقول ويقال القيل: الملك من ملوك حمير (اللسان: قول).
(٤٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480