جارية منا يقال لها خلصة (1) لم نعلم عليها إلا خيرا إذ جاءتنا فقالت يا معشر قريش (2) العجب العجب لما أصابني هل علمتم إلا خيرا قلنا وما ذاك قالت إني لفي غنمي إذ غشيتني ظلمة ووجدت كحس الرجل مع المرأة وقد خشيت أن أكون قد حبلت حتى إذا دنت ولادتها وضعت غلاما أغضف (3) له أذنان كأذني كلب فمكث فينا حتى إنه ليلعب مع الغلمان إذ وثب وثبة (4) وألقى إزاره وصاح بأعلا صوته وجعل يقول يا ويلة يا ويلة يا عولة يا عولة يا غنم يا ويل غنم يا ويل فهم من قايس النار (5) الخيل والله وراء العقبة فيهن فتيان حسان نجبة قال فركبنه فأخذنا الأداة (6) وقلنا يا ويلك ما ترى قال هل من جارية طامث قلنا من لنا بها فقال شيخ ما هي والله عندي عفيفة الأم فقلنا فعجلها فأتى بالجارية وطلع الجبل وقال للجارية اطرحي ثوبك واخرجي في وجوههم وقال للقوم اتبعوا أثرها ثم صاح وقال العقبة وصاح برجل منا يقال له أحمر بن حابس (7) فقال يا أحمر بن حابس عليك أول فارس فحمل أحمر فطعن أول فارس فصرعه وانهزموا وغنمناهم قالوا فابتنينا عليه بيتا وسميناه ذا الخلصة وكان لا يقول لنا شيئا إلا كان كما يقول حتى إذا كان مبعثك يا رسول الله قال لنا يوما يا معشر دوس نزلت بنو الحارث بن كعب فاركبوا فركبنا فقال لنا أكدسوا (8) الخيل كدسا واخشوا القوم رميتنا (9) القوهم غدية واشربوا الخمر عشية قال فلقيناهم فهزمونا وفضحونا فرجعنا إليه فقلنا ما بالك (10) وما الذي صنعت بنا فنظرنا (11) إليه وقد احمرت عيناه وابيضت (12) أذناه وأضرم غيضا
(٤٥٢)