تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٤٥٢
جارية منا يقال لها خلصة (1) لم نعلم عليها إلا خيرا إذ جاءتنا فقالت يا معشر قريش (2) العجب العجب لما أصابني هل علمتم إلا خيرا قلنا وما ذاك قالت إني لفي غنمي إذ غشيتني ظلمة ووجدت كحس الرجل مع المرأة وقد خشيت أن أكون قد حبلت حتى إذا دنت ولادتها وضعت غلاما أغضف (3) له أذنان كأذني كلب فمكث فينا حتى إنه ليلعب مع الغلمان إذ وثب وثبة (4) وألقى إزاره وصاح بأعلا صوته وجعل يقول يا ويلة يا ويلة يا عولة يا عولة يا غنم يا ويل غنم يا ويل فهم من قايس النار (5) الخيل والله وراء العقبة فيهن فتيان حسان نجبة قال فركبنه فأخذنا الأداة (6) وقلنا يا ويلك ما ترى قال هل من جارية طامث قلنا من لنا بها فقال شيخ ما هي والله عندي عفيفة الأم فقلنا فعجلها فأتى بالجارية وطلع الجبل وقال للجارية اطرحي ثوبك واخرجي في وجوههم وقال للقوم اتبعوا أثرها ثم صاح وقال العقبة وصاح برجل منا يقال له أحمر بن حابس (7) فقال يا أحمر بن حابس عليك أول فارس فحمل أحمر فطعن أول فارس فصرعه وانهزموا وغنمناهم قالوا فابتنينا عليه بيتا وسميناه ذا الخلصة وكان لا يقول لنا شيئا إلا كان كما يقول حتى إذا كان مبعثك يا رسول الله قال لنا يوما يا معشر دوس نزلت بنو الحارث بن كعب فاركبوا فركبنا فقال لنا أكدسوا (8) الخيل كدسا واخشوا القوم رميتنا (9) القوهم غدية واشربوا الخمر عشية قال فلقيناهم فهزمونا وفضحونا فرجعنا إليه فقلنا ما بالك (10) وما الذي صنعت بنا فنظرنا (11) إليه وقد احمرت عيناه وابيضت (12) أذناه وأضرم غيضا

(١) في ابن كثير: البداية والنهاية، والسيرة: الخلصة.
(٢) كذا بالأصل وخع، وفي المصادر السابقة: دوس.
(٣) الأغضف: المتثني والمسترخي الاذنين.
(٤) سقطت اللفظة من الأصل وخع واستدركت عن ابن كثير: البداية والسيرة.
(٥) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبجانبها كلمة صح.
(٦) كذا بالأصل وخع، وفي ابن كثير: البداية والسيرة: " للأداة " وهي المناسبة.
(٧) في الأصل: " خانس " والمثبت عن ابن كثير، وفي كتابيه: أحمد بن حابس.
(٨) بالأصل " " كدسوا " وفي خع: " كرشوا " والمثبت عن ابن كثير: السيرة والبداية والنهاية.
(9) في ابن كثير: البداية والسيرة: واحشوا القوم رمسا.
(10) الأصل وخع وفي ابن كثير: سيرة وبداية ونهاية: ما حلك.
(11) بالأصل " فنظر " عن خع.
(12) في ابن كثير: السيرة والبداية: وانتصبت. (13) في ابن كثير: وانبرم.
(٤٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480