تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٤٥٣
حتى كاد (1) أن ينفطر وأقمنا فقام فركبنا واغتفرنا هذه له ومكثنا بعد ذلك حينا ثم دعانا فقال هل لكم في غزوة تهب لكم عزا وتجعل لكم حرزا يكون في أيديكم كنزا قلنا ما أحوجنا إلى ذلك فقال اركبوا فركبنا وقلنا ما تقول قال بنو الحارث بنو مسلمة ثم قال قفوا فوقفنا ثم قال عليكم بفهم ثم قال ليس لكم فيهم دم عليكم بمضر هم أرباب خيل ونعم ثم قال لا رهط دريد بن الصمة قليل العدد وفي الذمة ثم قال لا ولكن عليكم بكعب بن ربيعة واشكروها (2) صنيعة عامر بن صعصعة فليكن بهم الوقيعة قال فلقيناهم فهزمونا وفضحونا فرجعنا وقلنا ويلك ماذا تصنع بنا قال ما أدري كذبني الذي كان يصدقني اسجنوني في بيتي ثلاثا ثم ائتوني ففعلنا به ذلك ثم أتيناه بعد ثالثة ففتحنا عنه فإذا هو كأنه جمرة (3) نار فقال يا معشر دوس حرست السماء وخرج خير الأنبياء قلنا أين قال بمكة وأنا ميت فادفنوني في رأس جبل فإني سوف اضطرم نارا وإن تركتموني كنت عليكم عارا فإذا رأيتم اضطرامي وتلهبي فاقذفوني بثلاثة أحجار ثم قولوا مع كل حجر باسمك اللهم فإني أهدأ وأطفأ قال وإنه مات واشتغل نارا ففعلنا به ما أمر وقذفناه بثلاثة أحجار نقول مع كل حجر باسمك اللهم فخمد وطفئ وأقمنا حتى قدم علينا الحاج فأخبرونا بمبعثك يا رسول الله أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون (أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أبو علي الصواف (5) أنبأنا محمد بن عثمان بن محمد بن أبي شيبة أنبأنا المنجاب بن الحارث أنبأنا عبد الرحيم بن سليمان أنبأنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس أن قريشا أتوا امرأة كاهنة فقالوا لها أخبرينا يا

(١) عن خع والمصادر، وفي الأصل " كان ".
(٢) في ابن كثير: سيرة والبداية والنهاية: واسكنوها ضيعة.
(٣) في ابن كثير: حجرة نار.
(٤) بالأصل وخع: " جيرون " والصواب ما أثبت، عن سند مماثل، وقد مر كثيرا.
(٥) بالأصل وخع: " أبو محمد بن عثمان أبو محمد بن أبي شيبة " والصواب ما أثبت عن سند مماثل، انظر سير أعلام النبلاء ١٤ / 21.
(٤٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480