تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٤٣٦
منهم عراة ومنهم في ثيابهم * منها الجديد ومنها المنهج الخلق * قال فدنوت منه فسلمت عليه فرد علي السلام وإذا أنا بعين خرارة في الأرض خوارة ومسجد بين قبرين وأسدين عظيمين يلوذان به ويتمسحان بأبوابه (1) وإذا أحدهما سبق الآخر إلى الماء فتبعه الآخر يطلب الماء فضربه بالقضيب الذي في يده وقال ارجع ثكلتك أمك حتى يشرب الذي ورد قبلك على الماء (2) قال فرجع ثم ورد بعده فقلت له ما هذان القبران فقال هذان قبرا أخوين لي كانا يعبدان الله تبارك وتعالى في هذا المكان لا يشركان بالله تبارك وتعالى شيئا فأدركهما الموت فقبرتهما وها أنا بين قبريهما (3) حق ألحق بهما ثم نظر إليهما فتغرغرت عيناه بالدموع وانكب عليهما وجعل يقول * ألم تريا أني بسمعان (4) مفرد * وما لي فيها من خليل سواكما (5) خليلي هبا طال ما قد رقدتما * أجدكما لا تقضيان كراكما ألم تريا أني بشمعان (4) مفرد * وما لي فيها من خليل سواكما (5) مقيم على قبريكما لست بارحا * طوال الليالي أو يجيب صداكما أبكيكما طول الحياة وما الذي * يرد على ذي (6) عولة إن بكاكما كأنكما والموت أقرب غائب (7) * بروحي في قبريكما قد أتاكما أمن طول نوم (8) لا تجيبان داعيا * كأن الذي يسقي العقار سقاكما فلو جعلت نفس لنفس وقاية * لجدت بنفسي أن تكون فداكما * فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رحم الله قسا إني أرجو أن يبعثه الله عز وجل أمة وحده (9) [771]

(1) في البيهقي: بأثوابه.
(2) قوله: " على الماء " سقطت من البيهقي والمختصر.
(3) عن البيهقي وبالأصل وخع: قبرهما.
(4) كذا بالأصل وخع وفي وفي البيهقي والمختصر: بسمعان.
(5) كذا ورد البيت وسيتكرر بعد البيت الثاني، بالأصل وخع.
(6) بالأصل وخع: " ذو ".
(7) في البيهقي: " غاية " وفي باقي المظان كالأصل.
(8) عن البيهقي وبالأصل: " يوم ".
(9) عن البيهقي وبالأصل: " واحدة " وفي خع والمختصر " وحده " أيضا.
(٤٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480